أعلن الكرملين الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «منفتح على المفاوضات» بشأن أوكرانيا لكن يتعين على الغرب قبول مطالب موسكو، وذلك بعد يوم من قول الرئيس الأميركي جو بايدن إنه مستعد للحوار إذا كان بوتين يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
وقال بايدن بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض الخميس إنه مستعد للحديث إلى بوتين «إذا كان هناك اهتمام حقيقي من جانبه بأن يقرر السعي لطريقة لإنهاء الحرب»، مضيفا أن الزعيم الروسي «لم يفعل ذلك بعد».
ولم يجر حوار مباشر بين بايدن وبوتين منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير. وفي مارس، وصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي بأنه «جزار» و«لا يمكن أن يبقى في السلطة».
وبعد أكثر من 9 أشهر من القتال ومع زيادة برودة الشتاء تحاول الدول الغربية الآن تعزيز مساعداتها لأوكرانيا التي تتعرض لهجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة تستهدف البنية التحتية للطاقة تاركة الملايين بدون تدفئة أو كهرباء أو مياه.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في أحدث بياناتها عن الوضع الميداني إن القتال لا يزال محتدما في شرق أوكرانيا، حيث تستهدف المدفعية الروسية بلدة باخموت بصورة رئيسية، بينما لا تزال القوات الروسية في موقف دفاعي بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا.
وفي أول رد علني لموسكو على تصريحات بايدن قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «رئيس روسيا الاتحادية كان ولا يزال منفتحا على المفاوضات من أجل ضمان مصالحنا».
وأضاف بيسكوف أن رفض الولايات المتحدة الاعتراف بضم روسيا لأراض في أوكرانيا يعيق البحث عن سبل لإنهاء الحرب.
وقال الكرملين إن بوتين أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس في اتصال هاتفي أن النهج الغربي بشأن أوكرانيا «مدمر» وحث برلين على إعادة التفكير في موقفها.
وبرر بوتين الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا مع حلول فصل الشتاء بأنها «ضرورية ولا مفر منها».
وأفاد الكرملين «تمت الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير باتت ضرورية ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييف الاستفزازية».
من جهتها، أفادت المستشارية الألمانية بأنه خلال المكالمة التي استمرت ساعة «حض المستشار الرئيس الروسي على التوصل بأسرع ما يمكن إلى حل ديبلوماسي يتضمن انسحاب القوات الروسية».
إلى ذلك، قال أحد أفراد فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة إن الفريق ينظر فيما إذا ما كانت الهجمات الروسية على البنية التحتية الحرجة في أوكرانيا ترقى لكونها جرائم حرب.
وقال بابلو دي غريف في مؤتمر صحافي من كييڤ: «جزء من التحليل الذي نشارك فيه في الوقت الحالي.. هو بشأن ما إذا كانت الهجمات تشكل جرائم حرب».
وأضاف أنها إن كانت جرت أمام محاكم وطنية ودولية.
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إنه يتوقع «اتضاح صورة» الحرب في أوكرانيا بحلول الربيع، مع تواصل القصف والاشتباكات وقول الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على المفاوضات.
وقال أوغلو في منتدى بروما «تتقدم أوكرانيا الآن على الأرض وتستعيد بعض أراضيها المحتلة. ولكن روسيا تستهدف في المقابل البنية التحتية المدنية. ولذلك تصبح الحياة عصيبة للأوكرانيين بشكل خاص، ولنا جميعا».
وأضاف: «أعتقد أن قبل حلول الربيع ستتضح الصورة بشأن وقف إطلاق النار أو توقيع هدنة أو التفاوض. ولكننا لن نستسلم. وسنواصل نحن، تركيا، جهودنا».
واعتبر أوغلو إن حرب روسيا على أوكرانيا أصبحت أكثر تعقيدا باحتدام القتال، مضيفا أن بعض دول الغرب ينبغي أن تفعل المزيد لدفع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.