دعت الولايات المتحدة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى خفض التصعيد وعدم «تأجيج التوترات»، مؤكدة ايمانها الراسخ بحل الدولتين التفاوضي باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع.
وشدد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي عقب مباحثاتهما في تل أبيب على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء بين الجانبين.
وأكد بلينكن أن واشنطن مستمرة في دعم التمسك بالوضع القائم في الاماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة.
وشدد على أن: «أي شيء يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل»، لافتا الى انه «من المهم أن يعرف شعب إسرائيل أن التزام أميركا تجاه أمنه لايزال صلبا».
وكان بلينكن قد أجرى مباحثات رسمية في القاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث أكدا ضرورة استعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكد الرئيس السيسي أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين، مؤكدا موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.
في غضون ذلك، استمرت وتيرة العنف في التصاعد، إذ سبق وصول وزير الخارجية الاميركي، مقتل شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب الضفة الغربية المحتلة على ما أكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب «استشهاد نسيم نايف سلمان أبوفودة (26 عاما) متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال في مدينة الخليل».
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «رصد مركبة مشبوهة، وطلب الجنود من السائق إيقاف المركبة لتفتيشها»، مضيفا أن «جنديا اقترب من السيارة فصدم السائق ساق» الجندي.
وتابع البيان «أطلق الجنود النار باتجاه السيارة أثناء محاولتها الفرار من المكان وتم تحديد الإصابات، واصلت السيارة التحرك ثم تعطلت».
وأكد الجيش أن أبوفودة أجلي بواسطة طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني قبل «أن تعلن وفاته لاحقا».
وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طفلا وشابا من مدينة القدس المحتلة.
وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل، بعد أن داهمت منزل ذويه في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب القدس، كما اعتقلت شابا عقب دهم وتفتيش منزل ذويه في مخيم شعفاط.
وفي سياق متصل، مددت سلطات الاحتلال اعتقال المقدسيين آدم أبو رموز وسفيان النتشة من بلدة سلوان، وهدمت القوات الإسرائيلية، سورا ومنشأة تجارية وجرفت أرضا للمقدسي أكرم شقيرات في بلدة جبل المكبر، جنوب شرق القدس.
من جهة أخرى، أضرم مستوطنون متطرفون النيران في سيارتين وخطوا شعارت عنصرية بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة ورشقوا منزلا بالقرب من مدينة رام الله بالحجارة.
وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين مسلحين اقتحموا بلدة سنجل شمال رام الله، وأحرقوا مركبتين إحداهما تعود للمواطن وليم فقهاء، كما خطوا شعارا عنصريا يدعو لقتل العرب.
كما اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن المستوطنين اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بموقف دولي وأميركي حازم وعملي لوقف التصعيد الإسرائيلي عامة «واعتداءات المستوطنين وإرهابهم بشكل خاص، وبإدراج منظمات المستوطنين المتطرفة على قوائم الإرهاب».
وأدانت الوزارة في بيان «إرهاب ميليشيات المستوطنين المسلحة المتصاعد ضد المواطنين الفلسطينيين، وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم، محذرة من مغبة ارتكاب جرائم أو مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين».