يلاحق القضاء الفرنسي وزير العمل أوليفييه دوسوبت بتهمة المحسوبية، في خضم تعديل نظام التقاعد الذي اثار احتجاجات واسعة. لكن رئيسة الوزراء إليزابيت بورن جددت «ثقتها» به أمس.
ومن المقرر ان يدافع الاشتراكي السابق اعتبارا من الغد، أمام النواب عن إصلاح نظام التقاعد الذي يشكل محطة مهمة بالنسبة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ولايته الثانية ومدتها خمس سنوات ضمن سياق يسوده التوتر.
ووفقا لاستطلاع رأي أجرته «ايلاب» ونشرته الأربعاء الماضي، فإن 71% من الفرنسيين يعارضون الإصلاح.
ودوسوبت متهم بـ«المحسوبية» في ابرام عقد حكومي في العقد الأول من الألفية الثالثة مع مجموعة «سور» لمعالجة المياه عندما كان رئيس بلدية أنوناي، وهي بلدة صغيرة تقع في جنوب فرنسا. ونفى الوزير بشدة هذا الاتهام أمس.
لكن مكتب المدعي العام المالي الوطني أبقى محاكمته بتهمة «المحسوبية».
وأشار موقع ميديابارت الإخباري الفرنسي الذي كشف هذه القضية إلى أن عملية تفتيش أجراها محققون ماليون في مقر الوزير كشفت وجود «مراسلات بين أوليفييه دوسوبت و(سور) يبدو أنها لا تدع مجالا للشك حول وجود تسوية حول عقد حكومي بتاريخ 2009-2010»، عندما كان نائبا ورئيس البلدية الاشتراكي لمنطقة الأرديش.
وأكدت الحكومة الفرنسية أمس أن دوسوبت «يحظى بثقة رئيسة الوزراء الكاملة». ولدى سؤاله لم يعلق قصر الإليزيه، معتبرا أن كل شيء قيل في رد فعل بورن.
ويتولى الوزير البالغ 44 عاما والذي انضم إلى إيمانويل ماكرون نهاية عام 2017، مشروع قانون الهجرة مع وزير الداخلية. وفي الأشهر المقبلة سيعمل على مشروع قانون مخصص للتوظيف بدوام كامل.
ودوسوبت ليس الوزير الوحيد الذي يواجه مشاكل في خضم إصلاح نظام التقاعد، فقد سبقه ايريك فورت الذي تورط، في عام 2010، في قضية مالكة شركة مستحضرات تجميل، يشتبه بانها تهربت من الضرائب. وتمت لاحقا تبرئة اليميني السابق الذي انضم الى ماكرون.
ومع عرض مشروع الإصلاح في ولاية ماكرون الأولى، قدم المفوض الأعلى لإصلاح نظام التقاعد جان بول ديليفوي استقالته في ديسمبر 2019 لعدم إعلانه عن عدة مهام للهيئة العليا لشفافية الحياة العامة. وحكم عليه في ديسمبر 2021 بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة قدرها 15 ألف يورو.