اعتمد مجلس حقوق الإنسان في ختام دورته الرابعة عشرة العادية الليلة قبل الماضية بعد مداولات استغرقت ثلاثة أسابيع 18 قرارا بينها ادانة الهجوم الذي شنته إسرائيل على «أسطول الحرية» الذي كان يقل متضامنين ومساعدات انسانية الى قطاع غزة.
وشملت قرارات مجلس حقوق الانسان موضوعات واسعة من القضايا ذات الصلة بحقوق الانسان الى جانب اختيار وتعيين أصحاب الولايات والمقررين الخاصين بمتابعة هذه الملفات.
وأصدر المجلس قراره بإدانة اسرائيل بأشد العبارات بسبب الهجوم الشائن على أسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة محملا بالمعدات الانسانية ما أسفر عن قتل وجرح العديد من المدنيين الأبرياء من مختلف الجنسيات بعد جلسة عاصفة طالبت فيها دول المجلس برفع الحصار عن قطاع غزة وانهاء حالة الاحتلال.
كما قرر المجلس ايفاد بعثة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي الناجمة عن الاعتداءات الاسرائيلية على الأسطول في المياه الدولية قبالة سواحل غزة.
واعتمد المجلس أيضا نصوص مشروعات القرارات المتعلقة بالقضاء على الاتجار بالأشخاص وبخاصة النساء والأطفال وتعزيز حق الشعوب في السلم ودور الوقاية في مجال حماية وتعزيز حقوق الانسان وتعزيز تمتع الجميع بالحقوق الثقافية واحترام التنوع الثقافي ومكافحة العنف ضد المرأة.
في غضون ذلك التقى المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة امس خلال جولته في المنطقة.
وذكرت مصادر مصرية ان الرئيس المصري وميتشل بحثا الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام ودفعها للأمام لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب جهود رفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين.
وقالت المصادر ان ميتشل اطلع مبارك على نتائج مباحثاته التي أجراها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال جولته.
بدوره، قال وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط عقب اللقاء ان مصر لها اتصالاتها بالاطراف المختلفة سواء بالجانب الأميركي أو الأوروبي أو الإسرائيلي وايضا مع السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن الموقف المصري واضح بضرورة رفع الحصار، ومطالبة إسرائيل باتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول على جميع احتياجاته دون أي عقبات أو عوائق وفتح المعابر بالكامل.
وأشار أبو الغيط الى أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الفلسطينيين بشكل مستمر.
وعن الرؤية المصرية لقضية المصالحة الفلسطينية، قال أبو الغيط إن الموقف المصري مثلما كان دائما يتمثل في أنه ينبغي توقيع الوثيقة المقترحة من قبل حركة حماس من دون تعديل على بنود الوثيقة التي وقعت عليها حركة فتح.
من جانبه، أكد ميتشل أنه أجرى مباحثات مهمة مع مبارك حول دفع جهود عملية السلام، مشيرا الى ان مصر حكومة وشعبا تواصل تقديم الدعم لجهود الرئيس الأميركي باراك اوباما لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن مبارك أكد له خلال اللقاء قلق مصر إزاء الوضع في غزة، مشيرا الى بيان البيت الأبيض حول هذا الوضع والذي جاء فيه ان واشنطن تعمل بشكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والشركاء الدوليين لوضع إجراءات جديدة لادخال مزيد من السلع والمساعدات الى قطاع غزة وفي نفس الوقت تحول دون دخول الأسلحة الى القطاع.
وأوضح ميتشل أن الاجراءات الحالية لا يمكن ان تستمر وينبغي تغييرها وانه تم توجيه الدعوة لجميع الاطراف لاتخاذ قرارات مسؤولة للحيلولة دون حدوث مواجهات غير ضرورية وكفالة أمن الجميع.
وأكد أن الحكومة الاسرائيلية أعلنت انها تعتزم تخفيف القيود على دخول السلع المدنية الى قطاع غزة وكذلك المواد المستخدمة في عمليات البناء وإقامة المشروعات المدنية تحت الاشراف الدولي ومواصلة الاجراءات الأمنية الحالية لمنع دخول الأسلحة الى القطاع.