أثار استخدام الخطوط الجوية القطرية المسمى العربي لمدينة «عبادان» بدلا من «آبادان» الفارسي في الخارطة التي تظهر أمام الركاب على شاشة التلفاز، ضجة إعلامية واحتجاجات في إيران، الأمر الذي اعتبره البعض تصرفا مقصودا من قبل دولة صديقة لإيران كقطر.
وعكس موقع «تابناك» التابع للجنرال محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد الأسبق للحرس الثوري إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية، بعض الاحتجاجات من خلال مقال بهذا الخصوص متهما القطريين بـ «تزوير التاريخ والتصرف بخبث ضد إيران»، وذلك من خلال استخدامهم مسمى كان قد تبناه المقبور «صدام حسين وأعداؤنا الانفصاليون»، حسب تعبير الموقع الذي يعد من أكثر المواقع قراءة في إيران.
وذهب «تابناك» أبعد من ذلك فاعتبر هذا الإجراء من قبل الخطوط الجوية القطرية «دليلا على النوايا المشؤومة ضد سلامة الأراضي الإيرانية».
وردا على هذا الموقع الإيراني أصدرت جمعية عربية أهوازية تطلق على نفسها «الجمعية المناهضة للعنصرية ومعاداة العرب في إيران» التي تكونت أخيرا من قبل شخصيات عربية إيرانية، بيانا أكدت فيه أن «عبادان» هو المسمى التاريخي لهذه المدينة التي تقع في جنوب غرب إقليم خوزستان الذي يطلق عليه العرب الإيرانيون اسم عربستان أو الأهواز.
وجاء في بيان الجمعية «ان الخطوط الجوية القطرية استخدمت الاسم العربي الأهوازي التاريخي ولا علاقة لصدام حسين بذلك»، متهمة وسائل الإعلام الإيرانية المحتجة على هذا الأمر بـ «الغوغائية ومعاداة الشعوب غير الفارسية في إيران والعمل على تفكيك إيران من خلال إهانة العرب الإيرانيين بشكل خاص والعرب بشكل عام».
ثم تطرق البيان إلى حرب الأسماء بين العرب والفرس، مضيفا «أن أولئك الذين يثيرون الضجيج لإثبات صحة مسمى الخليج الفارسي ويتحدثون عن خلفيته التاريخية يصابون بالتناسي والتجاهل عندما يتعاطون مع الأسماء العربية الإيرانية التاريخية من قبيل: (عربستان وعبادان والمحمرة والخفاجية والفلاحية) وعشرات الأسماء الجغرافية العربية لمدن وقرى في إقليم تقطنه أغلبية عربية»، حسب تعبير البيان.
ووصف الموقع الإيراني الذي يمثل جهة تعتبر نفسها إسلامية، الفتح الإسلامي لإيران في عام 17 للهجرة بـ «هجوم الأعراب» على إيران، متهما العرب بتغيير الأسماء الفارسية إلى أخرى عربية، مؤكدا أن «الشعب والحكومة الإيرانيين عقدا العزم بعد مرور السنين على استعادة الهوية القومية الإيرانية عبر إعادة المسميات التاريخية القديمة، فمن هذا المنطلق تم تغيير أسماء (كرمانشاه وجلبايجان وسونجرد وشوش وشاداجان وآبادان)».
هذا وفندت الجمعية المناهضة للعنصرية ومعاداة العرب في إيران التعليل التاريخي الذي جاء في مقال موقع «تابناك»، واستندت إلى وثائق تاريخية فارسية تعترف بـ «عبادان» كاسم تاريخي لهذه المدينة التي أسسها الخليفة العباسي المهدي كقلعة لمكافحة القرصنة البحرية، حيث تبتعد المدينة الواقعة على الضفة الشرقية لشط العرب مئات الأمتار من مدينة الفاو العراقية.
واعاد البيان إلى الأذهان مثلا عربيا قديما يقول: «ليس وراء عبادان قرية»، مشيرا إلى أن العرب في إيران لايزالون يطلقون على المدينة مسمى عبادان.
يذكر أن العرب الإيرانيين يستخدمون أسماء عربية لمدنهم من قبيل: (عبادان والخفاجية والفلاحية والمحمرة والسوس) بدلا من الأسماء الفارسية مثل (آبادان وسوسنجرد وشادجان وخرمشهر وشوش) التي غيرها رضا شاه في عام 1935 بعد إسقاط الحكم المحلي لشيخ خزعل الكعبي، حسب البيان.
ويبلغ عدد السكان العرب في إيران 5 ملايين نسمة يعيش أغلبهم في إقليم الأهواز ثم في الكثير من المدن المطلة على الخليج وجزره.
وطالب بيان الجمعية المناهضة للعنصرية ومعادة العرب باستعادة الأسماء التاريخية للمدن العربية، حيث تم بعد الثورة استعادة الكثير من الأسماء التي غيرها النظام الملكي السابق، في حين أصرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التمسك بالتغييرات التي أحدثها النظام الذي أسقطته بثورة عام 1979 بخصوص الأسماء العربية وآخرها شط العرب الذي أطلق عليه في السنوات الأخيرة مسمى «أروند رود».