بيروت - عمر حبنجر
اللبنانيون بانتظار «الوفد العربي» الذي يصل بيروت اليوم، لكن بأمل معين ورهان مختلف عن السابق، فرئيس الجمهورية العماد اميل لحود يحضر لحركة تشاورية مع القوى الحريصة على الوحدة الوطنية والقيم الدستورية، اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيأمل ان ينجح التحرك العربي هذه المرة في اخراج لبنان من دوامة الانقسامات الخطيرة، ولا يقل الرئيس فؤاد السنيورة تعويلا على تحرك الجامعة المستجد والهادف الى تأمين الاجواء ا للبنانية لاستئناف الحوار، الا انه اعتبر في اطلاق الصواريخ من الجنوب على الجليل عشية وصول الوفد العربي اشارة اعتراضية من جانب جهات معروفة.
ويلتقي تحليل السنيورة لهذا العمل مع تحليلات الديبلوماسيين الدوليين والاجانب وحتى مع حركة امل التي اعتبرت ان «الجنوب الذي اثبت للقاصي والداني وللشقيق والصديق وقبل كل هؤلاء للعدو انه ساحة النزال ليس في حاجة لأن يكافأ باستخدامه منصة اطلاق سياسية».
التحضير للقاء الوفد العربي برئاسة امين عام الجامعة العربية عمرو موسى شمل السفراء الاجانب، فالاميركي جيفري فيلتمان جال على معظم الشخصيات وآخرهم ظهر امس العماد ميشال عون، وفي هذا السياق يقول وزير مستقيل لـ «الأنباء» ان السفير فيلتمان يتحدث مع كل شخصية موالية او معارضة بما يرضي تلك الشخصية، بحيث يبقى العارف الوحيد بما يجري بينما الآخرون ضياع.
وبالعودة الى جديد الرئيس اميل لحود، فقد نقل زواره عنه امس انه بصدد الشروع باجراء مشاورات «مع القوى اللبنانية الحريصة على الوحدة الوطنية والقيم الدستورية المتعاملة مع المستقبل بروحية التعاون ومد اليد للجميع، وان التشاور المطروح يهدف الى وضع تصور كامل يكون برنامجا للمرحلة المقبلة».
لحود اكد تمسكه بصلاحياته الرئاسية في موضوع توقيع مرسوم الدعوة للانتخابات الفرعية، وقال سان من يرد انقاذ لبنان فعليه العمل من اجل حكومة وحدة وطنية».
من جهته، الرئيس نبيه بري ابلغ النائب غسان تويني الذي التقاه ظهر امس بتفائله بالتحرك العربي الجديد، لكنه لن يلتزم بأي كلام قبل لقائه بموسى وصحبه.
ويأمل بري بتبلور الامور قبل الخامس من اغسطس المقبل، وهو الموعد الذي قررته الحكومة للانتخابات الفرعية.
وقال «ان مهمة وفد الجامعة تتعدى استطلاع الآراء الى حض الافرقاء اللبنانيين على مباشرة حوارهم الذي يقتضي ان يؤول الى تأليف حكومة وحدة وطنية، وهي الغاية المطلوبة من هذا الحوار».
ولاحظ ايضا، في حديثه لصحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله، انها المهمة المحددة للوفد، اذ بعد تأليف حكومة وحدة وطنية ليست ثمة حاجة لحوار داخلي لانتقاله تلقائيا الى طاولة مجلس الوزراء، وهذا في الواقع ما لا توافق عليه الاكثرية الداعمة للحكومة والتي ترى ان الحوار هو شأن مجلس النواب، وان مجلس الوزراء مؤسسة تنفيذية، وترى الاكثرية بحسب احد نوابها ان الرئيس بري مازال على رغبته في النأي بمجلس النواب عن الحوار والتفاعل.
الصفحة في ملف ( pdf )