بيروت - اتحاد درويش
انتهت الانتخابات الفرعية في دائرتي بيروت والمتن الشمالي ولم تنته فصولها، وأجرت القوى المتصارعة قراءتها السياسية والحسابية، لاسيما تلك المتصلة بالمقعد النيابي الماروني في المتن والتي شهدت أشرس المواجهات بين الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون.
على ان هذه الانتخابات التي استقطبت الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي والتي لم يسبق في تاريخ لبنان السياسي ان اكتسبت معركة انتخابية فرعية الأهمية التي اكتسبتها تلك المعركة لما تختصره من بعض فصول الأزمة الداخلية، لذلك فإن المعنيين بالمعركة أجروا تقييما للنتائج التي اظهرت فوز التيار الوطني الحر بالمقعد النيابي وتراجع في مستوى التمثيل الشعبي نسبة للفارق الضئيل في الاصوات بين الرئيس الجميل ومرشح العماد عون وبالتالي تحقيق توازن في التمثيل المسيحي الذي احتكره عون بعد فوزه بانتخابات 2005.
«الأنباء» التقت النائب عباس الهاشم عضو كتلة التغيير والاصلاح وسألته:
ماهية القراءة التي خرج بها التيار الوطني الحر بعد انتهاء الانتخابات الفرعية في المتن والتي أدت كما يراها المراقبون الى توازن سياسي بين الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون؟
أود القول أولا انه للمرة الاولى في تاريخ لبنان تجري معركة انتخابية فرعية تشغل بال اللبنانيين بهذا القدر الكبير من الاهتمام، ما يؤكد اهمية هذه المعركة لإعادة ما يسمى قراءة سياسية موضوعية لكل الاحداث التي مرت خلال الحقبة الممتدة من العام 2005 الى 2007، وكأنها كانت محطة مفصلية لإعادة قراءة الواقع السياسي بشكل جدي، اضافة الى التدخل الدولي والاقليمي في هذه الانتخابات، حيث بلغ الذروة وكأن المعركة مفصل حقيقي بين حقبتين او زمنين سياسيين، فالولايات المتحدة الاميركية وقبل يومين من الانتخابات تدخلت بقرار يهدد ويتوعد كل من يقوم بعملية تفويض لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، كما اننا لا نخفي ان بعض الدول ايضا ساهمت بعملية مراقبة هذه الانتخابات لمعرفة الاحجام الحقيقية للقوى السياسية على الساحة اللبنانية، وبالتالي أخذت هذه الانتخابات هذا البعد الدولي والاقليمي والمحلي، وأعتقد ان جزءا من هذا الصراع السياسي هو على مستوى إعادة تكوين السلطة او إعادة استنهاض مشروع الدولة وبأي طريقة، كما اتضح ان معظم الشعب اللبناني يسعى لإعادة تكوين السلطة بإرادة ابناء الشعب اللبناني خارج نطاق كل الوصايات القريبة والبعيدة.
وأعتقد ان التيار الوطني الحر حقق انتصارا كبيرا، وعندما تقوم السلطة بدعم ترشيح الرئيس امين الجميل وتتجمع كل القوى لدعم هذا الترشيح على الصعيد المعنوي والمادي والسياسي وتأتي النتائج بهكذا واقع، أعتقد اننا نكون امام حالة جدية لما يسمى بالنصر الكبير الذي حققه العماد ميشال عون، ولا ننسى هنا ان هذا الفوز تحقق امام رئيس جمهورية سابق ورئيس اعلى لحزب، ناهيك عن ان المعركة كانت على مقعد شغر باستشهاد نجله، وكانت المعركة بين من يستقطب لذاته ومن يجيّره لغيره، هنا استقطاب وهناك تجيير ضد مرشح التيار الوطني الحر، أعتقد ان النتيجة التي أفضت اليها الانتخابات هي اكثر من ممتازة على كل الصعد.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )