تصاعدت في الآونة الأخيرة المخاوف من اعتداء جديد على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 4 سنوات. وعززت هذه المخاوف تصريحات لغير مسؤول إسرائيلي وانضم إليهم أمس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سليفان شالوم الذي قال انه لا يستبعد ان تضطر إسرائيل الى تنفيذ عملية عسكرية اخرى في قطاع غزة، في اشارة الى حرب الرصاص المسكوب قبل عامين.
وشدد شالوم في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس على ان «الوضع في محيط القطاع لا يمكن ان يستمر كما هو عليه الآن».
وقد شهد الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة أمس الأول مزيدا من التدهور باستشهاد اثنين من مقاتلي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال الاسرائيلي بينما أكدت حماس انها جاهزة لأي مواجهة.
وقالت سرايا القدس في بيان انها «تزف الشهيدين مصعب عيسى ابو روك (22 عاما) ومحمود يوسف النجار (21 عاما) اللذين استشهدا فجر (الأحد) في اشتباك مسلح مع قوة خاصة إسرائيلية شرق بلدة خزاعة».
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية أكدت الليلة قبل الماضية ان «إسرائيل سترد بحزم على اي محاولة لتصعيد الأوضاع الأمنية بقطاع غزة» وحذرت من ان المواجهة القادمة مع حركة (حماس) ستكون أكثر فتكا.
ونقلت الإذاعة عن المصادر ذاتها قولها انه «يبدو ان الأمور لا تهدأ بل العكس هو الصحيح إذ انها تتصاعد».
اعتراف دولي
على صعيد آخر، حذر وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر من اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية خلال عام بما فيها الولايات المتحدة الأميركية اذا بقيت السياسات الإسرائيلية على حالها.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (هآرتس) عن بن اليعيزر قوله خلال افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس انه «لا يستغرب ان تحظى الدولة الفلسطينية باعتراف دول العالم خلال سنة بما فيها الولايات المتحدة وحينها سنسأل أنفسنا أين كنا وما الذي فعلناه».
واعتبر ان «المفاوضات مع الفلسطينيين هي أمر وجودي لإسرائيل والشرق الأوسط» داعيا الى ان «تقوم إسرائيل بكل ما في وسعها من اجل الحوار مع الفلسطينيين حتى لو كان الثمن تجميد الاستيطان لعدة شهور».
من جهته، أعرب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون عن اعتقاده بأنه «يتعين على إسرائيل الإقدام على تحرك سياسي واسع النطاق». واضاف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية ان «الوقت لم يحن بعد لاستعراض مثل هذه البادرة على الملأ لأنه يجب إتاحة الفرصة أمام الولايات المتحدة لاستنفاد العملية السياسية الحالية».
موسوعة «محرقة غزة»
إلى ذلك، أطلقت مؤسسة بحثية فلسطينية أمس موسوعة إلكترونية خاصة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بغرض توثيقها وأرشفة أحداثها.
وقال محمود المدهون رئيس مجلس إدارة مؤسسة إبداع، خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن انطلاق الموسوعة الإلكترونية عقده في غزة، إن الموسوعة تضم أكثر من 35 ميجا بايت لتوثيق كافة أحداث الحرب الإسرائيلية على القطاع. وذكر المدهون أن الموسوعة الالكترونية التي حملت اسم «محرقة غزة» تأتي تتويجا لجهود أكثر من 120 باحثا ميدانيا التابعين للمؤسسة، علاوة على مساهمة العديد من مراكز الأبحاث والمعلومات ومؤسسات حقوق الإنسان والوزارات. وأفاد بأن فكرة الموسوعة الإلكترونية «جاءت لتوثيق معاناة الحرب الإسرائيلية وكشف جرائمها»، معتبرا أنها تعمل على المساهمة في «تآكل شرعية الاحتلال في إطار معركة نزع الشرعية الأخلاقية والإنسانية عنه».