فيما نقل عن سكرتير المجلس الملي بالاسكندرية ان 4 كنائس في المدينة تلقت تهديدات باستهدافها خلال الاحتفال بعيد الميلاد، كشفت الحكومة المصرية امس ان الانفجار الذي استهدف كنيسة قبطية بداية العام الجديد في الاسكندرية جاء نتيجة عبوة او حزام ناسف نافية بذلك تخمينات اولية بأنها كانت نتيجة انفجار سيارة مفخخة.
وصرح المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري مجدي راضي ان وزير الداخلية حبيب العادلي ابلغ مجلس الوزراء في اجتماع امس بان الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية كان «عبارة عن عبوة بدائية كانت داخل شنطة أو حزام ناسف لدى أحد الأشخاص ولم تكن داخل سيارة».
وقال راضي ان العادلي أكد أمام مجلس الوزراء ان النتيجة جاءت بعد التحقيقات ووعد بالإعلان بشفافية ووضوح عن التفاصيل الكاملة للحادث عقب التوصل إلى معلومات مؤكدة.
ونقل راضي عن العادلي قوله ان خبراء الادلة الجنائية قاموا منذ وقوع الحادث بإجراء عمليات بحث وفحص مكثف لما خلفته العبوة.
وينهي هذا التصريح جدلا في الاوساط المصرية عن الاداة التي استخدمت في التفجير بعد التقارير الاولية التي اشارت الى انه يعود الى سيارة كانت متوقفة امام الكنيسة اتضح فيما بعد أن صاحبها قبطي لكنه لم يقتل في التفجير.
وكان حوالي 23 قد قتلوا في الحادث الذي وقع بعد نصف ساعة من بدء العام الجديد واثناء قداس كان يجري في الكنيسة في حين جرح عشرات اخرون.
ونقل راضي عن وزير الصحة حاتم الجبلي قوله امام الاجتماع ايضا ان هناك اربعة أشلاء في أربعة أكياس سيتم التعرف عليها من خلال تحليل الحامض النووي وربما سيساعد الكشف عن اصحاب الاشلاء بالتعرف على هوية مرتكب الحادث وفيما اذا كان انتحاريا ام مجرد حامل للعبوة التي قد تكون انفجرت قبل اوانها.
الى ذلك، أكد فضيلة الامام الاكبر د.أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف رفض مصر بمسلميها ومسيحييها لكل أشكال الارهاب ودعمها لروح التسامح والاخوة بين المسلمين والمسيحيين لمواجهة اي محاولات لاثارة الفتنة الطائفية.
كما جدد شيخ الازهر استنكار المؤسسة الدينية في مصر للحادث الارهابي بكنيسة الاسكندرية.. مؤكدا انه حادث غريب على طبيعة الشعب المصرى المتسامح وانه قد تم التخطيط له من خارج مصر التي لم تعرف الفتنة الطائفية منذ مئات السنين.
جاء ذلك خلال الوقفة الاحتجاجية على حادث كنيسة الاسكندرية والتي نظمتها جامعة الازهر امس بحضور شيخ الازهر ود.عبدالله الحسيني رئيس الجامعة وبمشاركة نواب رئيس الجامعة وبعض أعضاء هيئة التدريس واتحاد الطلاب.
كما أكد شيخ الازهر ضرورة وحدة أبناء شعب مصر بمسلميه ومسيحييه لمواجهة هذه الحادثة العابرة وتفويت الفرصة على أي دخيل بين شعب مصر.
من جانبه، أكد رئيس جامعة الازهر د.عبدالله الحسيني إدانة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب لحادث الاسكندرية الارهابي، مؤكدا تماسك شعب مصر لمواجهة هذا الحادث، مشيرا الى روح التسامح التي تجمع بين أبناء شعب مصر وترفض اي محاولات للوقيعة بينهم، وقدم التعازي باسم الجامعة والطلاب لضحايا حادث كنيسة الاسكندرية متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
وقد ردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية العبارات التي تؤكد وحدة الشعب المصري وترفض أي محاولات للوقيعة وتستنكر حادث كنيسة الاسكندرية ومن يقف وراءه.
من جانبهم، يحتفل مسيحيو مصر مساء اليوم بعيد الميلاد المجيد وسط جو من التوتر، بعد خمسة أيام من تفجير كنيسة الاسكندرية، وتهديدات نشرت على مواقع الكترونية بتنفيذ المزيد من العمليات ضدهم.
وقال ثروت باسيلي، وكيل المجلس الملي العام، «الاحتفال الديني سيقام في موعده لأنه في أشد الظروف قسوة لا ينبغي أن نلغي صلاة العيد».
وأضاف أن ما سيتم إلغاؤه هو مظاهر الفرح التي لا تتناسب مع الحزن على ضحايا اعتداء كنيسة القديسين.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه كميل صديق ساويرس، سكرتير المجلس الملي بالاسكندرية، لـ «د.ب.أ»، ان ما نقل عنه بالصحف حول تلقي الكنيسة لتهديدات بتنفيذ عمليات ارهابية في أربع كنائس «غير دقيق».
وأضاف أنه قال انه سمع أن هناك تهديدات على بعض مواقع الانترنت «ولم تتلق الكنيسة أي تهديدات مباشرة».
وأشار ساويرس إلى أن هناك تكثيفا لاحتياطات الأمن على الكنائس بالاسكندرية، تحسبا لوقوع أي أعمال ارهابية جديدة.