صرح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس الاول بأن الديبلوماسية لا تزال «الخيار المفضل» بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، مؤكدا في الوقت نفسه ان «كل الخيارات مطروحة». وردا على سؤال في مقابلة مع تلفزيون «فوكس نيوز» حول ما اذا كان الرئيس جورج بوش سيشاور الكونغرس قبل شن اية ضربات ضد ايران، قال غيتس انه لن يدخل في «نظريات حول ما يمكن ان يفعله او لا يفعله» بوش. واضاف «سأقول لك انني اعتقد ان الادارة ترى في هذه المرحلة ان مواصلة محاولة التعامل مع التهديد الايراني والتحدي الايراني من خلال الطرق الديبلوماسية والاقتصادية هو الاسلوب المفضل».
واستبعد غيتس ان تقوم القوات الاميركية بمطاردة المتطرفين الشيعة في العراق عبر الحدود الايرانية. واضاف لشبكة فوكس «اولا، هناك مسألة مقدار المعلومات الاستخباراتية التي لدينا والمتعلقة بالاماكن المحددة وغيرها». واضاف «ولكن فيما عدا ذلك، اعتقد اننا نستطيع ادارة هذه المشكلة من خلال تحسين العمليات داخل العراق وعلى الحدود مع ايران واننا نستطيع التعامل مع التهديد الايراني داخل الحدود العراقية».
واكد «لسنا بحاجة الى عبور الحدود الى ايران».
وفي اتجاه مواز قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقابلة اذاعية وتلفزيونية امس الاول ان الازمة النووية الايرانية تقتضي «توقع الاسوأ الذي هو الحرب»، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة اعطاء الاولوية للتفاوض. وتابع الوزير الفرنسي «نستعد اولا الى وضع خطط من اختصاص قيادات الاركان».
واضاف «لن نقبل بصنع هذه القنبلة النووية الايرانية». وتابع كوشنير «لابد من التفاوض حتى النهاية» مضيفا ان حصول ايران على السلاح النووي سيكون «خطرا فعليا على العالم اجمع». واضاف «لا توجد خارج الاستعدادات العسكرية اي اشارة تتيح لنا الاعتقاد« بان ايران ستقصف قريبا» مضيفا «لا اعتقد اننا وصلنا الى هذا المستوى الا انه من الطبيعي ان نضع خططا». وحرص كوشنير على القول ان «الجيش الفرنسي لا يشارك حاليا في اي شيء او اي مناورة من اي نــوع كـان» ضد ايران. واعرب كوشنير عن امله بان يعد الاتحاد الاروبي عقوبات ضد طهران اضافة الى العقوبات التي يفرضها مجلس الامن. وقال «لقد قررنا في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات، التي يجب ان تتكثف، ان نعد لعقوبات محتملة خارج اطار الامم المتحدة، تكون عقوبات اوروبية». واضاف «لقد اقترح اصدقاؤنا الالمان ذلك»، مضيفا انها ستكون «عقوبات اقتصادية مالية» تستهدف بشكل خاص «الثروات الكبيرة والمصارف» في ايران ولا علاقة لها بالمواطـنين العاديين.
وردا على تصريحات كوشنير تلك، حذر احد قادة الحرس الثوري الايراني امس الولايات المتحدة من ان قواتها في منطقة الشرق الاوسط في مرمى الصواريخ الايرانية معتبرا ان موقع ايران «المهيمن» في المنطقة يحميها من اي هجوم. ونقلت وكالة «ايرنا» عن الجنرال محمد حسن كوسهنشي احد قادة الحرس الثوري في غرب ايران «ان الولايات المتحدة تقول انها تعرفت على الفي هدف في ايران والاكيد هو ان الاميركيين الذين يحيطون بايران هم ايضا اهداف لنا». واضاف الجنرال «اليوم الاميركيون يحيطون ببلادنا ولكن ذلك لا يعني انهم يحاصروننا، فهم ايضا محاصرون وهم في مرمى نيراننا». وتابع الجنرال الايراني «لسنا بحاجة الى صواريخ نووية لانه باستخدام اسلحة قصيرة المدى فان القوات الاميركية تصبح في مرمى» نيراننا، مؤكدا «ان هيمنتنا اليوم في المنطقة وصلت حدا لا يجرؤ معه اي عدو على مهاجمتنا». وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، ردا على سؤال يتعلق بمشاركة نجاد شخصيا في الدورة 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في 18 من الجاري، أن الرئيس الإيراني سيتوجه إلى نيويورك.
وفي هذا الصدد اقترح الرئيس الايراني مرة أخرى على الرئيس الاميركي جورج بوش اجراء نقاش «للحديث عن المسائل العالمية الكبرى بهدف تسويتها». وقال الرئيس الايراني في مقابلة مع التلفزيون الايراني امس الاول «سبق ان طرحت الاقتراح العام الماضي، وسآتي الى نيويورك، فلنجلس معا ونجر نقاشا، انما ليس خلف ابواب مغلقة، كنت قد اقترحت ان نناقش في الجمعية العمومية للأمم المتحدة المسائل الدولية لتسويتها».
واضاف ان «هدفنا هو تسوية المشاكل العالمية، فليعلن موقفه وأعلن موقفي، وهناك يجتمع مندوبو 200 بلد وفي امكانهم ان يحكموا». واقترح احمدي نجاد أيضا «استفتاء عالميا».
وقال الرئيس الايراني «سنعرض حلولنا لتسوية المسائل العالمية وهم (الاميركيون) سيعرضون حلولهم، وسننظم استفتاء عالميا وسيصوت الناس، والحل الذي سيتم اختياره يطبق».
الصفحة في ملف ( pdf )