أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجئي أمس انه ستتم محاكمة قادة التظاهرات التي انطلقت يوم الاثنين الماضي في طهران وعدة مدن إيرانية تضامنا مع الثورة المصرية. ونسبت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية الى ايجئي قوله «ان قادة الفتنة سيحاكمون بالتأكيد». وأضاف انه تم الإفراج عن الكثير من معتقلي ما أسماه بـ «أحداث الشغب» يوم الاثنين الماضي في الساعات الأولى من اعتقالهم.
وقال «انه سيتم بالتأكيد تقديم لائحة اتهام ضد مثيري الفتنة والعناصر الرئيسية المتسببة في احداث الشغب يوم الاثنين لأنهم دعوا الناس مجددا الى إثارة الاضطرابات والإخلال بالأمن وإضرام النار في الأموال العامة». وأضاف «لا يمكن التسامح مع الأعمال الأخيرة لقادة الفتنة».
وقال «بعد أن قدمت لهم النصيحة من قبل جميع الحريصين وتحذير المقربين لايزالون يصرون على ارتكاب أعمالهم الإجرامية وغير القانونية ولذا عليهم ان ينتظروا صدور لائحة الاتهام بحقهم».
وأشار الى ان «قادة الفتنة» في الوقت الحاضر «هم مدانون لدى الرأي العام الإيراني والشعب مستاء منهم جدا حتى انه طالب الجهاز القضائي بالتصدي لقادة الفتنة».
وعن عدد المعتقلين قال «من الطبيعي ان يتم اعتقال أفراد في مثا هذه الأحداث إلا أنه وبعد إجراء تحقيق اولي تم الإفراج عن بعضهم كما تم في وقت لاحق الإفراج عن الكثير من المعتقلين في حين أن المجرمين لايزالون معتقلين».
ورغم حديث ايجئي عن محاكمة «مثيري الفتنة»، أفاد التلفزيون الإيراني على موقعه الالكتروني بأن مواجهات وقعت أمس بين مؤيدين للحكومة شاركوا في تشييع شخص قتل خلال التظاهرات المناهضة للحكومة الاثنين «وعدد صغير من الاشخاص يبدو انهم مرتبطون» بالمعارضة.
وقال التلفزيون ان «طلابا واشخاصا مشاركين في جنازة الشهيد صانع جاله في جامعة طهران للفنون الجميلة اشتبكوا مع عدد صغير من الاشخاص يبدو انهم من حركة مثيري الفتنة».
واضاف ان مؤيدي النظام تمكنوا وهم «يرددون هتافات «الموت للمنافقين» من ابعادهم عن المكان». وتشير السلطات الإيرانية بتعبير «المنافقين» الى حركة مجاهدي خلق، ابرز حركة مسلحة معارضة للنظام الايراني. كما أوردت وسائل الاعلام الرسمية ان الاشتباكات وقعت فيما كان مؤيدون للنظام بينهم نواب وعناصر من الحرس الثوري يتظاهرون خلال تشييع صانع جاله هاتفين «الموت لأميركا الموت لاسرائيل الموت لبريطانيا الموت للمنافقين الموت لموسوي وكروبي» في اشارة الى مير حسين موسوي ومهدي كروبي زعيمي المعارضة. وقتل صانع جاله وهو كردي سني خلال تظاهرات معادية للحكومة نظمها انصار زعيمي المعارضة الاثنين. لكن انتماء جاله كان موضع خلاف أمس اذ يؤكد انصار النظام انه من متطوعي الباسيج فيما تقول المعارضة انه من صفوفها.
واوردت وكالة الانباء الرسمية (ايرنا) ان «هذا الطالب الجامعي قتل في جوار ساحة الانقلاب بطلقات نارية وكان طالبا في الفنون الجميلة ومدافعا عن النظام».
غير ان موقع راهسبز.نت المعارض قال ان جاله كان «مؤيدا لموسوي وعضو في الحركة الخضراء» بزعامة موسوي التي انطلقت احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وأورد الموقع ان «عائلته خضعت لضغوط للقول انه من الباسيج ومن انصار الحكومة».
من جهتهما، أدان زعيما المعارضة الإيرانية أمس قمع المظاهرات المناهضة للحكومة ورفضا أي ارتباط لها بدول أجنبية.
وقال رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في موقعه الالكتروني «تريد الموجة الخضراء فحسب تحقيق قيم الثورة (1979) والحرية وتنفيذ الدستور وتعتمد تلك الحركة على قوة الشعب الإيراني لا على أطراف خارجية».
وقال رجل الدين المعتدل «لكن بدلا من التهديدات يتعين أن تطلقوا (الحكومة) سراح جميع السجناء السياسيين وتوقفوا قمع الشعب وتسمحوا بحرية الصحافة والالتزام بدستوركم». إلا أن السلطات الإيرانية لا يبدو أنها ستقف عند هذا الحد حيث دعت الى تظاهرة للتنديد بحركة المعارضة غدا الجمعة كما أفاد التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني.
وأعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية ان «شعب طهران النبيل سينزل الى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة».
وقال ان المشاركين في التجمع «سيعبرون عن حقدهم وغضبهم للجرائم الوحشية والتحركات المسيئة لقادة مثيري الفتنة وحلفائهم المنافقين والملكيين».