- فشل الوساطة بين صالح واللواء علي محسن الأحمر المنضم الى المحتجين
بعد أكثر من 30 عاما في الحكم، أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أنه ليس متمسكا بالسلطة وأعلن استعداده للرحيل وتسليم السلطة ولكن بشرط أن يكون ذلك على أسس سليمة وإلى أياد أمينة كما قال، ورفض بشكل قاطع تسليمها إلى من وصفهم بالفاسدين والعملاء والغوغائيين.
ومقابل المظاهرة المليونية التي احتشدت في ساحة التغيير فيما وصف بأنه جمعة «الزحف» الى القصر الرئاسي، قال صالح في كلمة له أمام حشد مليوني من القبائل اليمنية المؤيدة التي وصلت إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء لتأييد مبادراته للحوار والإصلاح «إنه سيصمد أمام كل العواصف وسيتحدى كل الذين تحدوا اليمن لإثارة الفوضى الخلاقة، كما تحداها من قبل في مواجهاته مع دعاة الانفصال عام 1994 وفي حرب الحوثيين في شمال اليمن».
واتهم الرئيس اليمني تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن) بإثارة الفتنة وتأجيج الشارع اليمني، وقال «إن المعارضة تعمل على الانقضاض على السلطة اليمنية فوق جماجم الشهداء والأطفال والشباب المغرر بهم»، مشيرا إلى أن كل المتناقضات تحالفت الآن على اليمن سواء الحوثيون في الشمال وتنظيم القاعدة والحراك الانفصالي في الجنوب وكذا اللقاء المشترك لتمزيق البلاد.
وفي سياق متصل قال صالح «مستعدون لإجراء حوار مع الشباب المعتصمين في ساحات التغيير ـ التي تطالب برحيله ـ واستقبال مطالبهم». ودعا الرئيس اليمني الشباب إلى تشكيل حزب سياسي وألا يكونوا مطية لأصحاب النفوس الضعيفة والتي تريد أن تدمر كل شيء.
وجدد الرئيس اليمني دعوته بعض العسكريين من الجيش اليمني ـ الذين كانوا قد أعلنوا في وقت سابق مساندتهم للمطالبين بإسقاط النظام باليمن ـ إلى العودة إلى جادة الصواب وصفوف الشرعية الدستورية، مشيرا إلى أنه عفا عنهم.
بيد أن معلومات حول لقاء عقده مساء أمس الأول واللواء علي محسن الأحمر الذي يعد من أهم أعمدة النظام والمنضم الى الحركة الاحتجاجية، فشل في التوصل إلى حل للازمة، بحسب ما افادت مصادر سياسية.
وقالت المصادر القريبة من الطرفين ان صالح والأحمر «التقيا مساء الخميس في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور بحضور رئيسي مجلسي النواب والشورى».
واضافت ان «اللقاء جاء كمحاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة ضمن المبادرات السياسية المطروحة».
وتابعت المصادر ان «اللقاء اخفق في نزع فتيل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين».
وعلى الأرض توافد الى العاصمة مئات الآلاف من مؤيدي صالح وأضعافهم من معارضيه الذين يطالبونه بالرحيل «اليوم وليس غدا».
وتدفقت جموع المؤيدين لصالح الى ميدان التحرير وانطلقوا صوب ميدان السبعين لتأدية صلاة الجمعة التي أطلق عليها «جمعة التسامح».
ورفع مؤيدو صالح صوره وأعلام اليمن ولافتات كتب عليها «نعم للحوار ولا للفوضى والتخريب». مبادرة الرئيس هدفها حقن الدماء. قيادتنا شرعية دستورية. والشعب يريد علي عبدالله صالح».
وقدرت السلطات اليمنية مؤيدي صالح الذين تقاطروا إلى صنعاء من عموم المحافظات اليمنية بأكثر من مليوني شخص.
ونقلت وقائع صلاة الجمعة مباشرة عبر الهواء، وقام الطيران بتصوير أحدات المسيرة المؤيدة لصالح، وحث خطيب جامع الصالح نسبة الى اسم الرئيس الشعب اليمني على التلاحم وعدم الانجرار وراء الدعوات المحرضة على الكراهية والتفرقة التي من شأنها تقسيم اليمن.
من جانبه عدل المعارضون اعتبار جمعة امس جمعة الزحف واستبدلوها بجمعة «الرحيل» تحاشيا لصدامات بين المؤيدين والمعارضين.
وتوزع مئات من مناصري صالح في مناطق بالعاصمة فيما توجه عشرات الآلاف لساحة التغيير التي أعلن منظموها انهم «لن يزحفوا إلى دار الرئاسة» بل «سيعتصمون في مكانهم حتى سقوط الرئيس صالح».
وتردد ان كبار الفرقاء القبليين والسياسيين رحلوا عائلاتهم خارج اليمن ضمن مئات من الأجانب والعرب غادروا اليمن خلال اليومين الماضيين.
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حث المؤسسة العسكرية على التماسك وقال انه لا يمكن أن يقدم النظام السياسي رقبته إلى المشنقة إلا عن طريق الإجراءات الدستورية.
وقال صالح في كلمة خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين بثها التلفزيون اليمني مساء امس الأول «لن نكون البادئين بأي شيء ولكن سندافع عن الشرعية بكل الوسائل وعلى كل الأرض اليمنية».
وقال صالح في اشارة الى انشقاق الاحمر عن إمرته «نعلن العفو العام على الذين ارتكبوا الحماقة يوم الاثنين وقبل يوم الاثنين ونطالبهم بالعودة إلى جادة الصواب».
واضاف «لقد ارتكبوا خطأ كبيرا لأن المؤسسة العسكرية مؤسسة الوطن وفوق كل الأحزاب».
وخاطب القادة العسكريين الذين مازالوا يدينون بالولاء له قائلا «لا تنتظروا الأوامر مني للقبض على القتلة لأن هناك حالة طوارئ ولا تحتاج إلى توجيهات أو أوامر».
واتهم صالح «اللقاء المشترك» بعمليات نهب طالت معسكرات بمحافظتي الجوف وشبوة وقال «نهب المعسكرات هذه خبرة لدى التجمع اليمني للإصلاح وعندهم تجربة».