بموازاة التدهور الأمني الذي تعاني منه باكستان، تفاقمت الأزمة السياسية أمس بعد إعلان الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور، وفيما تضاربت الأنباء حول عودة رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو من دبي بين مؤكد وناف، وفي ظل تبادل القرارات والقرارات المضادة، علقت المحكمة الباكستانية العليا أمس قرار مشرف إعلان حالة الطوارئ، وهو ما رفضته الحكومة من جديد.
وازاء هذا التدهور السياسي، عزا مشرف في بيان صادر عن مكتبه، بعد أنباء عن إقالته رئيس المحكمة الباكستانية العليا إفتخار تشودري، إعلانه حالة الطوارئ الى الحالة الأمنية المتدهورة والعمليات الانتحارية المتكررة التي ينفذها الإسلاميون، اضافة الى ما وصفه بالتدخلات المتكررة للمحكمة الباكستانية في قرارات الحكومة.
وفي سياق آخر، اتهمت بنظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب الليبيرالي المعارض حمزة بن لادن ـ نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ـ بانه هو من دبر عملية الاغتيال التى تعرضت لها في مدينة كراتشي ونجت منها يوم 18 أكتوبر الماضي.
رفض الطوارئ
وحذرت بنظير بوتو من ان باكستان تقع تحت تهديدات متزايدة بسيطرة المتطرفين عليها. وطالبت بضرورة استعادة الديموقراطية في باكستان من اجل توفير فرص النجاة للبلاد من هذه المخاطر. وجددت رفضها لفرض حالة الطوارئ في البلاد.
وقالت بوتو في تصريحات صحافية لوسائل اعلام غربية نقلتها قناة «جيو» الباكستانية الخاصة انها تعتقد ان محاولة الاغتيال التى تعرضت لها هي من صنع حمزة بن لادن.
وطالبت بوتو مجددا بضرورة تقديم المساعدة من جانب عدد من دول العالم من اجل كشف كل الملابسات المحيطة بعملية اغتيالها الفاشلة، واتهمت عناصر باكستانية مسؤولة بالتواطؤ في الهجوم، وقالت ان هناك ضرورة لحصول محققي وكالة التحقيقات الفيدرالية على مساعدات اجنبية في هذا التحقيق.
تطبيق الشريعة
وفي شأن باكستاني آخر، ذكرت تقارير اعلامية امس ان باكستان تدرس تطبيق الشريعة الاسلامية فى وادى سوات الواقع فى شمال غرب باكستان لتلبية طلبات المتشددين الموالين لطالبان الذين خطفوا نحو 120 عنصرا آخرين من قوات الأمن الباكستانية عقب قتال شرس استمر تسعة ايام اسفر عن مقتل اكثر من 200 شخص.
وجاء البيان فى الوقت الذى اعلن فيه المتشددون الاسلاميون انهم خطفوا نحو 120 عنصرا آخرين من قوات الأمن الباكستانية وذلك بعد مرور يوم على قيامهم بالافراج عن 48 اسيرا فى وادى سوات.
الإفراج عن 120 أسير
وقال مولانا سراج الدين المتحدث باسم المسلحين: «لم نرغب في حدوث عملية اراقة دماء لا داعي لها فقد أكدنا لهم أننا سنسمح لهم بالعودة الى منازلهم بأمان اذا استسلموا».
واضاف المتحدث سراج الدين ان «نحو 120 رجل شرطة وجنديا من القوات الشبه العسكرية استسلموا بعد محاصرتهم».
وصرح لوكالة فرانس برس «لقد افرجنا عنهم امس لانهم وافقوا على العودة الى منازلهم وعدم القتال ضد اخوانهم المسلمين».
الصفحة في ملف ( pdf )