منح الرئيس الأميركي باراك أوباما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «وسام الحرية» الرئاسي، وهو أرفع وسام تمنحه الحكومة الأميركية للمدنيين، وسلم أوباما المستشارة الألمانية الوسام الاول خلال مأدبة عشاء رسمية أقيمت خصيصا لتكريم ميركل، باعتبارها أول مواطنة من ألمانيا الشرقية السابقة تقود ألمانيا الاتحادية بعد سقوط الكتلة الشرقية، وكذلك لالتزامها تجاه الحرية. وقال أوباما: «الليلة، نكرم أنجيلا ميركل، ليس لحرمانها من حريتها أو حتى منحها حريتها، بل لما فعلته بحريتها»، مشيدا بها كونها أول امرأة تتولى منصب المستشارية في ألمانيا، وأضاف أوباما: «د.أنجيلا ميركل أصبحت رمزا لانتصار الحرية بكونها أول ألمانية من شرق البلاد تخدم ألمانيا الموحدة كمستشارة».
وتوجهت ميركل بالشكر للرئيس الأميركي، قائلة: «أعتبر وسام الحرية الرئاسي دليلا على الشراكة الألمانية الأميركية الممتازة، فبلدانا يتعاونان معا من أجل السلام والحرية».
وأضافت المستشارة: «لم أكن أتخيل مطلقا أنني سأقف في يوم في حديقة البيت الأبيض وأتسلم ميدالية الحرية من رئيس أميركي، وصدقوني، هذا التكريم لحظة مؤثرة جدا».
وذكرت ميركل أن «الرغبة الشديدة في الحرية لا يمكن أن تحبسها الجدران لفترة طويلة»، مشيرة إلى أن هذا الوسام هو أيضا وسام للرجال والنساء الذين حاربوا ضد الشيوعية، وعن الرئيس أوباما قالت ميركل: «إنك رجل ذو قناعات قوية وتؤثر في الناس ـ في ألمانيا أيضا ـ بشغفك ورؤاك لمستقبل جيد». تجدر الإشارة إلى أن ميركل تعتبر أول رئيسة حكومة أوروبية تتم دعوتها على مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس أوباما، والذي لم يوجه هذه الدعوة من قبل سوى لرؤساء الصين والهند والمكسيك؛، يذكر أن ميركل كرمت الولايات المتحدة من قبل كأفضل شريك لألمانيا وأوروبا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وضيفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تبادلا المزاح أثناء المؤتمر الصحافي المشترك لهما امس الاول في واشنطن في إطارة زيارة ميركل للولايات المتحدة. وقال أوباما في معرض دعوة ميركل مضيفها لزيارة برلين إنه لايزال أمامه متسع من الوقت لتنفيذ هذه الزيارة في ظل ثقته بأنه سيظل رئيس أميركا لفترة رئاسية ثانية فردت عليه ميركل قائلة إن برلين ستقابله بالأحضان مضيفة: «أستطيع أن أعد بأن بوابة براندنبورغ ستظل موجودة فترة من الوقت»، وذلك في اشارة الى شكوك تساور ألمانيا حاليا بشأن السبب وراء عدم زيارة أوباما لبرلين منذ أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة. وهناك من لا يستبعد أن يكون السبب وراء تجنب أوباما زيارة العاصمة الألمانية هو منعه من التحدث عند بوابة براندنبورغ أثناء حملته الانتخابية عام 2008 واضطراره لإلقاء كلمته عند عمود النصر الذي لا يبعد كثيرا عن البوابة التاريخية.