عمر حبنجر
شدد الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل، بعيد انتهاء اجتماع لقيادات 14 مارس المسيحية في بيت الكتائب في منطقة الصيفي امس، على ضرورة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في اسرع وقت ممكن، مؤكدا ان قوى 14 مارس قدمت الكثير من التنازلات ومستعدة لتقديم المزيد منها في سبيل الوطن الا انه في حال فشل هذه المبادرات فسننقذ الجمهورية قبل ان تنهار.
الجميل حذر من استمرار الفراغ في سدة الرئاسة «لأن من شأن هذا الامر ان يزيد مخاطر استهداف المؤسسة العسكرية»، مستنكرا العملية «الارهابية» التي اودت بحياة العميد الركن في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج.
واكد الجميل ان الحكومة الراهنة «تتصف بالشرعية الكاملة»، معتبرا ان المطالبة باستقالة الحكومة غير جائزة وغير قانونية «اذ ان استقالة هذه المؤسسة يجب ان توقع من قبل رئيس الجمهورية»، ورأى ان استقالة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة «هي خيانة عظمى للوطن».
واذ انتقد الجميل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون «الذي يعترف حينا بشرعية الحكومة وحينا آخر يطعن بشرعيتها»، كشف عن اتصال جرى امس بين حزب الكتائب وتكتل الاصلاح والتغيير، مشيرا الى استعداده باستكمال المشاورات الداخلية للتوصل الى انتخاب رئيس في اسرع وقت.
السنيورة: الحقائق واضحة
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وبعد ترؤسه اجتماعا امنيا رفيع المستوى، شدد على ان الارهاب والاجرام الذي فشل في ثني ارادة اللبنانيين عن التمسك بالشرعية والديموقراطية وقيام الدولة المستقلة صاحبة القرار على ارضها وحامية السيادة على كل ارجاء الوطن، ومن يقف خلفه لن ينجح في مخططاته واهدافه ومراميه، فالشمس ساطعة والحقائق واضحة ولن تخفى عن الشعب اللبناني.
كلام السنيورة جاء بعد الوقوف دقيقة صمت حدادا على العميد الحاج، خلال الاجتماع الامني الذي حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية حسن السبع ومدعي عام التمييز سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس اركان الجيش اللواء شوقي المصري والمدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني ومدير المخابرات العسكرية العميد جورج خوري.
واعتبر السنيورة ان هذه الجريمة واحدة من سلسلة جرائم استهدفت القيادات والمؤسسات اللبنانية، وقال: يبدو ان يد الاجرام ارادت ان تنتقل بجرائمها الى المؤسسة العسكرية، وانا اود القول للمجرمين ان الرسالة وصلت وقد فهمناها، فالهدف زعزعة معنويات المؤسسة العسكرية التي نجحت بالقيام في مهمات وطنية كبرى.
وزير الدفاع الياس المر قال ان هذه الجريمة تطال كل اللبنانيين كون الشعب اللبناني هو الداعم الاساسي للجيش، وقال: مكتوب على العسكريين الاستشهاد، لكن ليس بالغدر والارهاب.
بري: لا شيء مستحيل
من جهة أخرى، كان الجدير أمس على المستوى السياسي المعتبر جزءا من ارتدادات هذه الجريمة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري نواب حزب الله وحركة امل الى الاجتماع في مقره لدراسة الموقف بعد دعوة جنبلاط له وللمعارضة باستئناف الحوار، وقد حضر الاجتماع عن
حزب الله محمد فنيش، علي عمار، امين شري ونوار الساحلي، وعن امل علي حسن خليل، علي بزي وغازي زعيتر، وعن حزب البعث قاسم هاشم.
من جهة اخرى، نقل مصدر مقرب من رئيــس مجلس النواب نبيه بري قولــه ان المخارج للازمة الراهنة والمتمثلة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية غير مستحيلة، لا بل هناك العديد من الافكار والاقتراحات المتداولة التي تصلح للخروج من هذا النفق المظلم.
اضاف بري، بحسب المصدر عنه، ان المدخل الى ذلك هو صفاء النيات والثقة المتبادلة، واشار بري الى تحذيره السابق من خطورة الاوضاع، لافتا الى ان الملف الامني اذا ما فتح فمن الصعب اقفاله. وتمنى 1رئيس المجلس ان تشكل جريمة اغتيال العميد الحاج حافزا لاستعجال التوافق لأن التغاضي عن هذا الجرح من شأنه ان يؤدي الى نزيف خطير ودائم على ايدي اهل السوء والاجرام الذين لا يريدون للبنان خيرا والذين طالما عملوا على استغلال الثغرات الامنية المفتوحة والنفاذ منها الى مخططاتهم.
الصفحة في ملف ( pdf )