بيروت - عمر حبنجر
اليوم الاثنين موعد آخر للاستحقاق الرئاسي مرشح للتبخر فوق نار الخلافات اللبنانية الداخلية المشحونة بالضغوط الخارجية، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي سيطرح ملف لبنان مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال مؤتمر باريس للمانحين للدولة الفلسطينية، راي وجوب انجاز الاستحقاق اليوم ومثله ارتأى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد وولش، لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي استعاد ملف التفاوض مع الاكثرية من العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح كما يبدو استبعد اي انجاز اليوم، وقال ان ذلك قد يصبح ممكنا قبل نهاية هذا الشهر، اي ضمن الدورة الحالية لمجلس النواب.
وكان الرئيس الفرنسي اعتبر اليوم الفرصة الاخيرة لانتخاب الرئيس، وتزامن تصريحه هذا مع استدعاء نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر سلطانوف لسفير ايران في موسكو وابلاغه رغبة بلاده في ان تسهل طهران انتخاب رئيس في لبنان، بينما حث وولش قبل مغادرته بيروت امس عائدا الى باريس بطريق «لارنكا» على استعجال العملية الانتخابية «بأي صورة».
وولش التقى قبل مغادرته العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني في مقره في اليرزة، حيث سلمه رسالة تعزية باللواء الركن فرانسوا الحاج وابلغه دعم الادارة الاميركية للجيش اللبناني، مشددا على اهمية حصول انتخابات رئاسية.
واتصل وولش هاتفيا بالرئيس السابق امين الجميل خلال ترؤس الاخير المؤتمر الاستثنائي للحزب، مؤكدا له تضامن بلاده مع لبنان، لاسيما مع فريق الاكثرية الذي يناضل من اجل سيادة وحرية واستقلال لبنان، وهو ما يوجب الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية دون اي شروط كما قال، ولفت الى ان استمرار الصراع على ما هو عليه يعرض الجمهورية لشتى المخاطر، مؤكدا تواصل بلاده الدائم مع مسؤولين عرب واجانب يتابعون الوضع في لبنان بدقة، وقال انه سيواصل مساعيه من فرنسا، حيث سيلتقي مسؤولين عربا واجانبا، موضحا ان لبنان هو في اولوية الادارة الاميركية الآن.
وبعد لقائه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط لم يدل وولش بتصريح، لكن علمت «الأنباء» ان الديبلوماسي اوحى لجنبلاط بامكانية العودة الى صيغة النصف+1، بيد ان جنبلاط رفض العودة الى هذه الصيغة الخطرة، عاكسا بذلك حذره من الطروحات الاميركية.
لكن اصرار وولش على انجاز الانتخاب الرئاسي اليوم لم يؤخذ باعتبار المعارضة التي قالت مصادرها ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جاء الى لبنان الآن من اجل تغطية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وحمايتها ودعمها في حال عدم التوصل الى انتخاب الرئيس.
ونقل زوار بري عنه امس، تعليقا على كلام الرئيس ساركوزي، عن ضرورة اجراء الانتخابات اليوم، اننا نحترم الرئيس الفرنسي، لكن جلسة اليوم ليست الفرصة الاخيرة، ونحن نعمل ليل نهار لاتمام هذا الاستحقاق واجراء الانتخابات الرئاسية، والفرصة ممتدة الى نهاية السنة الحالية، لذلك نأمل بانتخاب الرئيس قبل نهاية العام الحالي.
في غضون ذلك، تواصلت الاتصالات بين الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط عبر وزير الاعلام غازي العريضي ووزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة اللذين نقلا رسائل اطراء متبادل بين الرجلين المتوقع لقاؤهما قريبا. وقال بري ان النائب جنبلاط مرحب به دوما ولا داعي لتحديد موعد بيني وبينه وابوابي مفتوحة له دوما.
ويقول مطلعون ان المباحثات الدائرة عبر بري وجنبلاط كشفت عن تنازل المعارضة عن مطالبها الامنية والعسكرية، اي عن اشتراط التعيينات العسكرية مسبقا، فيما اقترب الطرفان من توصيف صيغة الحكومة المقبلة والمرجح ان تكون ثلاثينية 17 للموالاة و13 للمعارضة مع وجود وزراء توافقيين في سلة كلا الطرفين يعكسان وجهة نظر رئيس الجمهورية في المواضيع الحاسمة.
باسيل: وولش جرعة دعم للأكثرية
مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر من جهته مجيء وولش الى لبنان في هذه المرحلة يهدف الى اعطاء جرعة دعم الى فريق السلطة، وهذا الدعم هو ما اوصلنا الى الفراغ الدستوري، نافيا في تصريح لاذاعة «النور» وجود موعد بين وولش وعون.
وتوقع عدم تعديل الدستور او انتخاب رئيس في جلسة اليوم لعدم جهوزية الحل، معربا عن تضامن التيار الوطني الحر مع بري في الحملة التي تستهدفه والتي تصب في خانة تهرب فريق السلطة من التزاماته.
وكان عون اتصل هاتفيا ببري واعلن تضامنه معه في الحملة ضده من الاكثرية.
الصفحة في ملف ( pdf )