أحمد صبري
وسط انجازات كبرى على مختلف الاصعدة وحضور فاعل في مختلف المحافل الدولية تحتفل دولة قطر اليوم الموافق للثامن عشر من ديسمبر بذكرى اليوم الوطني وهو التاريخ الذي يوافق تولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد.
ويمثل احتفال دولة قطر بيومها الوطني في هذا التاريخ عودة الى جذورها واحتفاء بتاريخها ووفاء لرجالاتها الذين ظلوا عبر تاريخها المجيد يسطرون، بدعم شعبهم ومباركته صفحات تاريخ ناصح في الدفاع عنها والتضحية من أجلها والعمل لرفعتها.
وحظيت دولة قطر بفضل السياسة الحكيمة والواعية والرؤية الثاقبة لاميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بمكانة مرموقة ودور اقليمي متميز وفاعل ما يضفي على التحركات الديبلوماسية والسياسية القطرية اهمية استثنائية.
وبمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر سنقوم بالتعرض لبعض الانجازات والتطورات الاقتصادية والسياحية والاعلامية والسياسية التي شهدتها قطر في الفترة الاخيرة.
شهدت دولة قطر منذ الاستقلال في الثالث من سبتمبر 1971 ارتفاعا ملحوظا في مؤشر النهضة التي تعني بالتنمية الشاملة في مختلف المجالات اذ ان اهم ما ميز مسيرتها بناء دولة القانون والمؤسسات من خلال اصدار الدستور الدائم لدولة قطر في العام 2004 بعد استفتاء شعبي حظي بموافقة جماهيرية كبيرة وصلت نسبتها الى 96.6% كما صدرت سلسلة من المراسيم والقرارات والقوانين التي هدفت الى تفعيل العمل داخل أجهزة الدولة المختلفة وتطويرها لمواكبة المتغيرات المحلية والخارجية واعطاء دفعة قوية لعلاقات التعاون مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية والاقليمية.
ففي المجال القضائي اصدر امير دولة قطر قانونا خاصا لتنظيم السلطة القضائية واستحدث لأول مرة محكمة للتمييز ومجلسا أعلى للقضاء وجاء ذلك في اطار تعزيز مقومات دولة القانون الحديثة، ومن بين القوانين التي صدرت قانون انشاء الهيئة القطرية للاعمال الخيرية الهادفة الى تنظيم الاعمال الخيرية والانشائية التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات الخاصة وقانون تنظيم وحماية استغلال الثروات المائية الحية وانشاء منطقتين حرتين وقانون الصلح في جرائم دخول واقامة الاجانب وكذلك قانون العمل ومكافحة الارهاب.
واستمرت دولة قطر في استقطاب واستضافة ارقى المؤتمرات والاجتماعات لتكون مركز التقاء الاطراف العالمية في مختلف المجالات وناقشت هذه المؤتمرات قضايا جوهرية تتعلق بالتعاون الاقتصادي العالمي وتعزيز الحوار بين الحضارات والاديان المختلفة من اجل دعم خطى السلام العالمي.
وفي الجانب التعليمي قامت دولة قطر بانشاء المدينة التعليمية التي تضم اكبر وأهم الجامعات والكليات العالمية منها كلية الطب «وايل كورنيل» وجامعة «تكساس» للهندسة وكلية شمال الاطلنطي وجامعة «فرجينيا كومنولث» وجامعة «كارينجي ميلون» وغيرها من الجامعات المرموقة.
واستمرارا في تنفيذ الخطط الاساسية لدعم البنى الاقتصادية للدولة جاءت المشاريع الاقتصادية القطرية مختلفة في نوعها ومردودها عن المشاريع التي أقامتها دول اخرى في المنطقة وكانت تعتمد بشكل كبير على استقطاب رؤوس الاموال في مشاريع عقارية بالمقام الاول اذ تميزت المشاريع القطرية بعدة مزايا في مقدمتها انها مدعومة ببنية اساسية قوية في المدخلات الاساسية للانتاج كما انها تتميز بالعطاء المستمر والانتاج المستديم والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
وفي إطار التطور السياحي اصدر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في يوليو 2000 امر اميريا بإنشاء الهيئة العامة للسياحة، ينص على انشاء هيئة تكون لها شخصية اعتبارية، وموازنة مستقلة تلحق بالموازنة العامة للدولة وتتبع الهيئة مجلس الوزراء. وتهدف الهيئة الى رسم السياسة العامة للسياحة في البلاد، وتنظيمها وتنميتها وترويجها داخليا وخارجيا على اسس علمية حديثة ومدروسة، آخذة بعين الاعتبار الحفاظ على ثقافة وتقاليد الدولة، كما تهدف الهيئة الى الاشراف والرقابة على جميع اوجه النشاط السياحي في الدولة.
تقرير خاص في ملف ( pdf )