المنامة ـ يو.بي.آي ـ كونا: رحبت الخارجية الأميركية بإعلان عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق في أحداث فبراير ومارس الماضيين اللذين شهدا احتجاجات قادتها المعارضة ذات الغالبية الشيعية للمطالبة بإصلاحات ديموقراطية وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وقال الناطق باسم الوزارة مرك تونر أمس الأول ان «قرار تشكيل لجنة من الخبراء المشهورين بخبرتهم الملحوظة في مجال حقوق الإنسان للإشراف على عملية التحقيق يعد خطوة في الاتجاه الصائب.. ونحن نتوقع بأن يكون للجنة سلطة واسعة لمراجعة الأحداث». وأضاف ان الولايات المتحدة مسرورة بأن الحكومة البحرينية تتخذ «خطوات ملحوظة وإيجابية لتعزيز المصالحة» ولتعبيد الطريق أمام تسوية الخلافات السياسية وقال «نأمل بأن تساعد هذه الجهود المتعلقة بلجنة التحقيق في استرجاع الثقة مع توجه البحرين باتجاه البدء في حوار وطني في 3 يوليو». ودعا كل المشاركين في الحوار لأن يجتهدوا بشكل بناء لإنتاج الإصلاحات التي ستلبي طموحات الشعب البحريني المشروعة. وقال تونر «ندعو الحكومة لضمان أكمل وأكثر مشاركة تمثيلية ممكنة، وكما قال الرئيس أوباما على الحكومة أن تخلق ظروف الحوار».
واعتبر أن تشكيل لجنة التحقيق هي الخطوة الأولى المهمة وأي عملية محاسبة تحتاج لأن تكون شفافة. كذلك أشادت فرنسا بقرار تشكيل اللجنة المستقلة ورحبت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، بالتزام ملك البحرين باستقلالية هذه اللجنة بحثا عن الحقيقة، مشيرة إلى أنها ستتابع أعمالها باهتمام وتأمل أن تسهم قراراتها في خلق مناخ من الثقة عشية إطلاق الحوار الوطني. ودعت فرنسا جميع الأطراف إلى المشاركة بشكل مخلص وبناء في هذا الحوار، من أجل تجاوز صعوبات الأشهر الماضية بصورة سلمية، ومواصلة عملية الإصلاح التي بدأتها مملكة البحرين، استجابة لتطلعات الشعب.
من جانبها قالت الصين امس انها تؤيد جهود البحرين في الحفاظ على استقرارها الوطني والتنمية، وفق ما ذكرت وكالة انباء «شينخوا» الصينية الرسمية. يأتي ذلك، قبيل انطلاق فعاليات حوار التوافق الوطني الذي دعا اليه الملك حمد غدا. وأعلنت غالبية القوى والجمعيات السياسية عزمها على المشاركة في الحوار الذي سيرأسه رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني فيما لم تعلن (جمعية الوفاق الإسلامية) وهي من كبرى الجمعيات السياسية في البحرين موقفها من المشاركة حتى الان. وضمت قائمة المدعوين الى حوار التوافق الوطني أكثر من 300 شخصية يمثلون الجمعيات السياسية والاجتماعية والنسائية والشبابية والشخصيات العامة ومجلسي النواب والشورى وممثلي النقابات. وقال رئيس حوار التوافق الوطني خليفة الظهراني في تصريحات صحافية أن ممثلين عن الحكومة سيشاركون في جلسات الحوار خلال مناقشة المحاور الأساسية لإثراء الحوار والإجابة عن الاستفسارات والتساؤلات التي ربما يطرحها المتحاورون. من جهتها، أشارت رئاسة حوار التوافق الوطني إلى أنها تسلمت من الجمعيات والجهات والشخصيات المدعوة مرئياتها وتصوراتها خلال الفترة الماضية وباشرت في اعدادها وفق آلية العمل بحسب المحاور التي ستتم مناقشتها والتوافق عليها خلال جلسات الحوار. وشددت فعاليات سياسية عدة في البحرين على أهمية الحوار للوصول الى توافق وطني شامل حول مختلف القضايا وقالت ان «الحوار الحقيقي بين البحرينيين هو الطريق الأمثل للأمان ولتحقيق تطلعات المستقبل وتلبية كل الطموحات بشكل توافقي دون اقصاء أي طرف أو تهميشه».
وأوضحت ان «ما سيتم التوافق عليه سيرفع لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ليحيله للمؤسسات الدستورية كل بحسب اختصاصه». من جانبه، صرح السيد هادي الموسوي المسؤول في جمعية الوفاق الوطني التي تعتبر اهم احزاب المعارضة الشيعية بأن حزبه «لم يتخذ قرارا بعد حول المشاركة في الحوار ام لا». وتابع النائب السابق عن الوفاق: لطالما كنا من دعاة الحوار، لا عقد لدينا حيال الحوار لكننا لا نرغب في المشاركة في حوار محكوم بالفشل.