بيروت - عمر حبنجر
بات تأجيل الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية المقررة اليوم تحصيلا حاصلا، وهذا على الاقل ما يوحي به كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري امس والذي رأى انه اذا لم تتوافر الظروف المواتية لعقد الجلسة فسيدعو الى جلسة جديدة.
وفي رد ضمني على اقتراح الحكومة تعديل الدستور وفتحها دورة استثنائية لمجلس النواب، جدد الرئيس بري تمسكه بالمادة 74 من الدستور عبر القول انه لا حاجة لدورة عادية او استثنائية على الاطلاق، معتبرا ان المادة الدستورية الاخيرة التي تنص على الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية عند حصول الشغور كافية ووافية، بشهادة الدستوري المعروف النائب بهيج طبارة.
وانسياقا مع هذا الموقف، رفضت الامانة العامة لمجلس النواب بتوجيهات من الرئيس بري تسلم مشروع تعديل الدستور ومرسوم الدورة الاستثنائية.
وقد امل النائب اكرم شهيب (اللقاء الوطني الديموقراطي بزعامة وليد جنبلاط) ان يتوقف «تعطيل مجلس النواب»، متوجها الى بقية من حس وطني يجري في عروق نواب المعارضة للانضمام الى الاكثرية من اجل اخراج البلد من الفراغ الرئاسي.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع في حديث لتلفزيون «الجديد» ان سورية وحلفاءها يراهنون على استمرار الفراغ، وان العماد ميشال عون غير مؤهل للتفاوض باسم المعارضة.
وقال انه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإنه سيطرح انتخاب الرئيس بالنصف + 1.
زعيتر: تعوّدنا على تهديدات جعجع
وعلق النائب غازي زعيتر (كتلة الرئيس بري) على تصريحات د.جعجع، فقال ان البلد لا يبنى بذهنية د.جعجع الذي تعودنا على تهديداته، مشيرا الى ان انتخاب رئيس بالنصف + 1 مازال يدغدغ مشاعر الاكثرية النيابية.
الجميّل: عون مساهم بالانقلاب
من جهته، حذر الرئيس السابق امين الجميل من السير بمنطق المعارضة من الاستحقاق الرئاسي لأن ذلك يعني تأجيل الازمة اسابيع او اشهرا وترك لبنان في مهب الريح.
الجميل وفي حديث تلفزيوني اعرب عن خشيته من ان يكون عون مساهما في الانقلاب على الدستور عبر تأجيله للانتخابات الرئاسية، مشددا على رفض تلقي الاوامر الخارجية من اي جهة اتت.
هذا وحذر نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم من المراهنة على استمرار المعارضة في موقف المتفرج.
وقال في حديث لتلفزيون «المنار» ان الايام ستثبت ذلك، واصفا اقرار الحكومة لمشروع قانون تعديل الدستور بالمسرحية المعدة للتشويش على ترشيح قائد الجيش، متوقعا تحركا فرنسيا جديدا خلال الايام المقبلة انطلاقا من المحادثات الرئاسية المصرية - الفرنسية في شرم الشيخ.
قاسم وردا على سؤال، نفى وجود اتصالات بين حزب الله والنائب وليد جنبلاط، لكنه اعتبر مواقف جنبلاط ايجابيا.
لكن النائب بيار سرحال عضو كتلة الوفاء للمقاومة استبعد حلا قريبا للازمة، معتبرا تعديل الدستور - كما تطالب الاكثرية - خطوة ضد الغالبية الساحقة من اللبنانيين وتشكل خطرا على الوضع.
جلسة لحكومة السنيورة
في تلك الاثناء، عقد مجلس الوزراء اجتماعه الاخير في السنة الحالية بعد ظهر امس، متجاهلا اعتراضات المعارضة على مبدأ الاجتماع في غياب رئيس للجمهورية وعلى المقررات الصادرة عنه.
وقبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، اوضح وزير الاتصالات مروان حمادة ان مهمة مجلس الوزراء هي التوقيع جماعيا على المراسيم المعلقة كي يقبض المتقاعد من الموظفين تقاعده، والمصروف من الخدمة تعويضه، ويحصل الضابط الشهيد على ترقيته بعد الوفاة، وتصرف تعويضاته هو الآخر، وكذلك كي تستأنف بعض المدارس اعمالها المتوقفة بسبب التمويل، بالاضافة الى المراسيم العادية الاخرى التي لا تستطيع الانتظار اكثر بعدما اوقفت سنة وبضعة شهور في ادراج الرئيس السابق اميل لحود.
وعن ازمة الاستحقاق الرئاسي في ضوء جلسة اليوم النيابية، تمنى الوزير حمادة على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يبقي على جلسة اليوم، بل ان يدعو الى جلسة مبكرة صباحا لكي نبت بالتعديل الدستوري ونرسله الى الحكومة للاقرار ثم نعود به وننتخب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.
لا ترميم للحكومة بغياب الرئيس
وعن ترميم الحكومة، قال حمادة: ليس واردا ان ندخل في بازار الحكومة في غياب الرئيس العتيد للجمهورية، ويجب ان يكون الرئيس ضابط الايقاع بين الاغلبية والاقلية كي لا يكون للاغلبية حق تمرير المشاريع كما تشاء وللاقلية حق تعطيل المشاركة كما تشاء، وبالتالي يتعطل مجلس الوزراء من الآن وحتى العام 2009 ان لم يكن بعد ذلك العام.
اما عن الحوار، فقال حمادة انه لن يكون الا مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا مع الكتل البرلمانية.
أبي نصر: نحن أمام أزمة كيان
النائب نعمة الله ابي نصر عضو كتلة العماد عون النيابية قال: لو كان هناك حد ادنى من التنسيق والتواصل بين المعارضة والموالاة لاجتمع المجلس اليوم بأكثرية الثلثين واقر الاقتراح واحيل الى الحكومة. اما وانه لا اتصالات بين الطرفين فتقديري ان الجلسة الحادية عشرة ستؤجل هي الاخرى. وفي حال استمرت ابواب الحوار موصدة، قال ابي نصر: انا لا اتحدث باسم المعارضة، لكن ما اعلمه ان للمعارضة مطالب محقة وهي المشاركة في الحكم، لأنه لا يمكن لأي فئة او طائفة مهما علا شأنها وامكاناتها ان تستأثر بأكثر من حقها المكتسب في حكم لبنان، وإلا اهتز الهيكل اللبناني برمته.
واوضح قائلا: لا تستطيع اي طائفة مهما كانت مهمة ان تستأثر بالحكم وتتجاهل طوائف اخرى، لذلك انا ارى اننا امام ازمة كيان، لهذا يجب العودة الى طاولة الحوار الموسعة لأنه لا يجوز للحكومة ان تستأثر بكل الصلاحيات.
ودعا ابي نصر الى اعادة النظر بصلاحيات رئيس الجمهورية، معتبرا ان الواقع يعكس تهميشا للشيعة والمسيحيين عن دوائر القرار، بحسب اعتقاده.
الصفحة في ملف ( pdf )