في البداية تبادل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الحديث مع بعض الشباب الذي ظهرت البدانة على عدد منهم في أحد المعسكرات الصيفية في روسيا، وكان الحديث عن مشكلة صغيرة متعلقة بزيادة وزنه.
وقال بوتين لهؤلاء الشباب إن عليه أن يخفف وزنه «نصف كيلوجرام»، ولكنه سرعان ما انتفض وهم بتسلق حائط معد لهواة التسلق وبدا وكأنه مثل بطل أفلام الإثارة «الرجل العنكبوت» وذلك حسبما تناقلت وسائل الإعلام في روسيا امس. كما استعرض بوتين قوة يديه في مصارعة اليدين، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل بدأ يتحدث مع الشباب عن أفكاره بشأن النهوض بروسيا وهو ما جعل هؤلاء الشباب يعتبرون ذلك إشارة على عزمه خوض انتخابات الرئاسة المقررة في روسيا في مارس عام 2012. وانتقد بوتين خلال نقاشه مع «شباب بوتين» كما يسميهم منتقدوهم، الولايات المتحدة بسبب ديونها ورأى أن وضع أميركا «سيء جدا» وأنها «تعيش فوق مستواها» وأنها «طفيل» يسبب مشاكل لاقتصاد العالم بسبب «احتكاره لليورو». في الوقت ذاته، دعا بوتين إلى اعتماد الروبل عملة عالمية للاحتياطي النقدي. ودار الحديث كله أثناء هذا النقاش عن روسيا قوية. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتين عن ذلك. وتحدث بوتين بوضوح مفاجئ عن اتحاد بلاده مع روسيا البيضاء كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفييتي.
كما رأى بوتين أن باستطاعة إقليم أوسيتيا الجنوبية المنفصل عن جورجيا والذي اعترفت به روسيا في أعقاب حرب جنوب القوقاز عام 2008 دولة مستقلة الانضمام لروسيا. واعتبر الكثيرون في جزيرة سيلجير هذا الكلام بمنزلة برنامج مستقبلي لروسيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لها، تلك السياسة التي هي في الأصل شأن خاص بالرئيس وليس برئيس وزرائه. ومع ذلك، فإن بوتين لم يفصح هذه المرة أيضا عن الصفة التي يعتزم قيادة بلاده بها مستقبلا قائلا إن «الصفة» ليست مهمة، وإنه مهتم بالشكل الكافي، متسائلا في نبرة تبحث عن الثناء والاستحسان: أليس كذلك؟ وهو ما جعل الشباب يومئ بالموافقة. وكذلك كان الشريط الذي نشره حزب بوتين، روسيا الموحدة، مطلع الأسبوع الجاري، مفصلا على «الزعيم القومي» كما يسمى في روسيا. وكان شعار هذا الفيلم الذي استمر دقيقتين «نحن نبني روسيا جديدة». وبدا هذا الفيلم القصير المصحوب بموسيقى درامية مؤثرة وكأنه مقطع من فيلم روائي يحمل صوت بوتين الذين يعد بحل لجميع مشاكل روسيا بدءا من الفقر في الكبر وحتى زيادة الاعتمادات المالية لقطاع الصحة والجيش والطلاب. ولم يتضمن الفيلم كلمة واحدة عن عملية التطوير التي يتحدث عنها مدفيديف.