نفى مصدر أمني مغربي ما وصفه بـ «معلومات غير صحيحة» حول الملابسات المحيطة بواقعة اضرام بائع الخبز المتجول حميد كنوني النار في جسده في مدينة بركان شرقي البلاد، ما أفضى الى اصابته بحروق كانت سببا مباشرا في وفاته.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المغربية عن المصدر القول ان المصالح الأمنية سجلت، الاثنين «اشعارا بالسب والشتم المتبادل مع وقوع الصلح، بين سيدة تملك فرنا في مركز مدينة بركان والبائع المتجول بسبب نزاع بين الطرفين ووقع على اثره صلحا بالتراضي، سجلته ملفات الأمن في المدينة بانه ذو طبيعة مدنية بينهما».
وأوضح المصدر الأمني أن حميد كنوني فوجئ عقب مغادرته مخفر الشرطة «بتعرض بضاعته للتلف من قبل شخص غير معلوم، وهو ما دفعه الى سكب كمية من البنزين على ملابسه، واضرام النار فيها بالقرب من مركز للشرطة، ما اضطر عناصر الأمن العمومي الى التدخل على وجه السرعة، واطفاء النار المشتعلة في ملابسه وجسده، قبل نقله صوب المستشفى المحلي ومن ثم صوب المركز الاستشفائي الجامعي في مدينة الدار البيضاء».
وتم تحصيل معطيات أولية من الضحية المتوفى، عند نقله الى المستشفى، حول ظروف اقدامه على اضرام النار في جسده، والتي عزاها الى «علاقته المتوترة بمالكة الفرن التي كان يشتغل لديها قبل أن تستغني عنه، ما اضطره الى العمل كبائع متجول، محملا اياها ما اعتبره بطالته المزمنة وظروفه الاجتماعية المتدنية».
وكانت مواقع مغربية قد أفادت في وقت سابق بأن البائع أضرم النار في نفسه احتجاجا على الاهانات التي تعرض لها من قبل دورية للأمن.
وصرح مصطفى الكنوني (شقيق البائع المتجول)، بأن السلطات المحلية اقترحت على العائلة دفنه بالدار البيضاء عوضا عن نقله الى منزل أسرته الكائن بمدينة فاس، تجنبا لوقوع احتجاجات أثناء تشييع جنازته.
وتروج أقوال متضاربة حول سبب اقدام هذا الشاب على احراق نفسه، فبعض المصادر تقول ان اضرام حميد الكنوني النار في جسده جاء احتجاجا على حجز عربته التي كان يبيع فوقها الخبز بسوق «الطحطاحة» وسط المدينة من طرف عناصر من الشرطة، كما أنه تعرض للضرب والاهانة من طرف أحد رجال الشرطة. فيما ذكرت مصادر أخرى من مدينة بركان لـ«العربية نت» أن الكنوني دخل في خصام وتلاسن مع صاحبة مخبز تقع بشارع محمد الخامس وسط المدينة، حيث رفضت هذه الأخيرة أن يوقف عربته أمام محلها التجاري، ليتوجها معا صوب مقر الشرطة لعرض قضيتهما أمام الضابطة الأمنية لحل المشكلة، لكن تطورات الأحداث تبقى غير معروفة.