في أول زيارة رسمية له للمملكة العربية السعودية، وصل الرئيس الأميركي جورج بوش الى العاصمة الرياض امس في اطار جولة له بالمنطقة.
وكان خادم الحرمين الشريفين في استقبال بوش في مطار الملك خالد الدولي في الرياض اضافة الى ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز والسفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير وعدد كبير من الأمراء والوزراء والعسكريين.
وعانق خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز عند سلم الطائرة الرئيس الأميركي.
وعقد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بوش جلسة مباحثات تركزت حول عدد من الملفات في مقدمتها الأوضاع في الشرق الأوسط والتطورات في العراق ولبنان، اضافة الى الملف النووي الايراني وموضوعات اخرى تتعلق بالعلاقات الثنائية.
وكانت طهران أكدت ان تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش ضدها أمس تكشف «يأسه»، مشددة على انه لن ينجح في الاخلال بالعلاقات الايرانية - العربية وان «محاولاته» في هذا الاطار لن تؤدي الى نتيجة.
وتتزامن زيارة بوش الى الرياض مع ما اعلنه مسؤول اميركي كبير ان ادارة جورج بوش ستبلغ رسميا الكونغرس بنيتها بيع اسلحة للسعودية ودول خليجية بقيمة عشرين مليار دولار في نفس يوم زيارة الرئيس الاميركي للرياض.
وتندرج صفقة البيع التي اعلنت الحكومة الاميركية عن مشروعها عام 2007، تحت استراتيجية بوش لاحتواء ايران وهو الهدف الذي يحتل اولوية في جولته الخليجية.
وفي اطار هذه الصفقة تعتزم الولايات المتحدة بيع قنابل فائقة التطور توجه بالاقمار الاصطناعية.
واثارت هذه الصفقة قلق الحكومة الاسرائيلية لكن ادارة بوش عمدت الى تهدئتها مع اعلانها السنة الماضية عن ميثاق للمساعدة العسكرية بقيمة ثلاثين مليار دولار على عشر سنوات، في زيادة كبيرة للمساعدة المتفق عليها حتى الان.
ويبدو ان الادارة استبقت موعد ابلاغ الكونغرس بذلك لكي يتزامن مع وصول بوش الى الرياض.
ويرغب بوش في ان تتعاون السعودية ودول الخليج في سياسته لعزل الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وببيع اسلحة للسعودية، يعبر بوش عن رغبة الولايات المتحدة في ضمان امن حلفائها العرب القلقين من تصاعد نفوذ ايران الشيعية.
ولم ينف المسؤول في الادارة الاميركية ان توقيت ابلاغ الكونغرس رسميا اختير بعناية ليتزامن مع موعد وصول بوش الى السعودية. وقال «انه توقيت جيد».
وازاء قلق العديد من البرلمانيين، وافقت ادارة بوش السنة الماضية على ارجاء ابلاغ الكونغرس رسميا وانتظار انعقاده في يناير.
ويبدو انها قررت في نهاية المطاف تسريع هذه الحركة عبر نقل مشروع الادارة الى الكونغرس قبل ان ينعقد مجلس النواب مجددا.
ويخشى العديد من البرلمانيين ان تستخدم الاسلحة، لا سيما القنابل الموجهة عبر الاقمار الاصطناعية، ضد اسرائيل او ان تؤدي الى تراجع تفوقها التقني على الدول الاخرى في المنطقة.
وتعتبر اسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك هذه الاسلحة المعروفة باسم «جوينت دايركت اتاك ميونيشن» التي استخدمتها عام 2006 خلال حربها ضد حزب الله اللبناني.
وابلاغ الكونغرس رسميا يفتح مهلة من ثلاثين يوما ليدرس الكونغرس هذه الصفقة حيث يمكن للبرلمانيين ان يعارضوها.
الصفحة في ملف ( pdf )