بيروت - اتحاد درويش
اشاد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي بالجهود التي يبذلها امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى لحل الازمة اللبنانية، واشاد بالخطوة التي قام بها وتمثلـت بجمع الموالاة والمعارضة في مجلس النواب والتي شكلت خرقا مهما في سقف الازمة السياسية في لبنان واعطت دفعا في مسارات الحلول.
وامل في حديث لـ «الأنباء» ان تنجح المبادرة العربية نحو اقفال ملف الازمة اللبنانية، معتبرا ان البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب بحاجة الى تنفيذ وتطبيق وترجمة امينة حسبما ورد فيه وانطلاقا من القاعدة المتبعة في البيان والتجربة اللبنانية وهي قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».
البند الثاني
وردا على سؤال حول تفسير امين عام الجامعة للمبادرة العربية التي صدرت قبل اسبوعين والتي اعتبرها البعض انها غامضة وملتبسة، قال بزي: ان كثيرين حاولوا ان يجتهدوا في البند الثاني من المبادرة العربية الاخيرة وان يخلقوا حوله تفسيرات وتأويلات حسابية، مؤكدا ان المعارضة وفي مقاربتها للمبادرة تنطلق من اهمية تكريس مبدأ الشراكة الحقيقية والفعلية، وذكر بالموقف الذي صدر عن الرئيس نبيه بري الذي كان اول من اطلق موقفا تجاه المبادرة العربية حين وصف بيان وزراء الخارجية العرب، لدى صدوره، بالبيان التاريخي الذي يحتاج الى ترجمة امينة لبنود هذه المبادرة.
إيجابية المعارضة
واكد ان المعارضة تتعاطى بايجابية وانفتاح مع المبادرة العربية، آملا ان تصل الى حل يشعر فيه الجميع في المعارضة والموالاة بان قاعدة لا غالب ولا مغلوب هي التي يجب ان تسود خلافا لما يحاول البعض، سواء في الداخل ام في الخارج، تكريسه في لبنان من خلال منطق مغاير ومخالف للطبيعة السياسية في لبنان.
الشراكة الحقيقية
وعن رأيه فيما قاله موسى حول عدم حصول المعارضة على الثلث المعطل وعدم حصول الاغلبية على النصف زائد واحد في حكومة الوحدة الوطنية المقترحة، قال النائب بزي ان المعارضة تطالب بالشراكة الفعلية والحقيقية والتي هي من ابرز سمات النظام السياسي في لبنان، مشيرا الى ان المعارضة لا تطالب بالهيمنة أو الغلبة أو التفرد والاستئثار وهي ترفض ان يمارس هذا المنطق من الآخرين، وهو ما ينسحب عليها ايضا.
ورأى ان المعارضة ترفض ان يمارس هذا المنطق من قبل الآخرين كما ترفض هي ممارسة هذا المنطق، معتبرا ان لبنان محكوم بالتوافق والشراكة.
وحول حظوظ نجاح الحل العربي كبديل عن التدويل الذي اشار اليه اكثر من طرف، اكد النائب بزي ان المعارضة كان تعاطيها مع كل المبادرات التي طرحت تعاطيا ايجابيا ومرنا، لافتا في هذا المجال الى ان المعارضة حين تطرح التوافق السياسي لا يعني ذلك التعطيل بقدر ما يؤسس الى تعزيز العهد الجديد واعطاء قوة دفع لملامح المرحلة السياسية المقبلة.
ترميم جسور الثقة
وعن صيغة الحل الاخيرة والتسوية الممكنة، رأى ان لبنان يمر في ظرف غير طبيعي ويفترض ان يتم التوصل المسبق الى اطار سياسي او تفاهم سياسي او توافق يعكس رغبة جدية من قبل الاطراف السياسية في لبنان للخروج من الازمة الراهنة، مؤكدا ان المعارضة حين تطرح التوافق فهي تطرحه من باب ترميم جسور الثقة وخلق مناخات واجواء من الاطمئنان وتحصين المشهد السياسي الداخلي في لبنان.
وعن المواقف الداخلية والخارجية التي تطالب سورية بالضغط على حلفائها في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس المقبل، اعتبر ان المسألة ليست فقط محصورة في ملء الفراغ الرئاسي بقدر ما هي مرتبطة بملف الحكومة والتوافق السياسي، مؤكدا ان ترشيح العماد ميشال سليمان بات امرا محسوما بالنسبة الى المعارضة كرئيس توافقي، معتبرا ان المسألة هي تحصين الساحة السياسية امام الرئيس المقبل من خلال الاتفاق المسبق على السلة الكاملة او الخطة المتكاملة التي قدمتها جامعة الدول العربية.
واضاف انه في الوقت الذي يقال فيه انه يجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وفي اجراء الانتخابات الرئاسية دون اي تدخل او نفوذ او تأثير، نسمع في الوقت عينه كلاما مناقضا لهذا الطرح من قيادات سياسية محلية ورؤساء دول.
التدويل يجلب أزمات جديدة
وعن رأيه في حال فشل الحل العربي وعودة الملف اللبناني الى الامم المتحدة، اعرب النائب بزي عن اعتقاده ان التدويل ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين، بل سيزيد من تعقيدات الازمة ويفتح البلاد على ازمات جديدة.
ورأى ان المطلوب هو سقوط منطق الاستقواء والغلبة والهيمنة والايمان بمنطق الشراكة، لافتا الى ان نجاح الامين العام لجامعة الدول العربية في مبادرته يتطلب تفكيك كل الالغام والمطبات والعقد من امامه.
ورأى ان الكلام الذي نسمعه من مسؤولين كبار في العالم يناقض تماما المهمة التي يقوم بها موسى، وقال: نحن من جهتنا فامين عام جامعة الدول العربية يعلم ان تعاطينا هو تعاطي الحريص على وطنه وشعبه وبلده ومستقبل اللبنانيين، آملا ان يكتب للمبادرة العربية النجاح وان يتم الكف عن استنزاف عامل الوقت، فربما في حسابات البعض ان تحمل الايام المقبلة مفاجآت او متغيرات، معتبرا ان المفاجأة التي ينتظرها اللبنانيون هي ان ينتصروا على الازمة السياسية الراهنة والا يشعر فريق انه انتصر على شريكه وان ننتصر بوحدتنا وتماسكنا وشراكتنا في ادارة الشؤون الوطنية والعامة في البلد، لافتا الى الازمات الاقتصادية والمعيشية والحياتية والصحية التي يعانيها المواطن اللبناني، فضلا عن غيرها من الازمات التي تثقل كاهله.
وجدد القول ان التدويل لا يخدم القضية اللبنانية، لافتا الى ان ملفات كثيرة في المنطقة جرى تدويلها ولم يحقق هذا التدويل الامن أو الاستقرار أو الوحدة، مشيرا الى ان التدويل يشعل الخطوط الحمراء بدل الخضراء، وهناك نماذج موجودة عن التدويل في العراق وافغانستان وقد نجمت عنها فوضى مجنونة، واكد ان التدويل لا يساعد على انهاء الازمة في لبنان بل على العكس يؤدي لا قدر الله إلى انهاء لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )