أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد امس أن بلاده ستمضي في طريقها النووي بغض النظر عن الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا في برلين.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية «اسنا» عن أحمدي نجاد قوله عقب اجتماع لمجلس الوزراء في طهران «لقد اختار الايرانيون طريقهم وسيمضون فيه وأن مثل هذه القرارات غير الشرعية (التي اتخذت في برلين) لا يخشونها ولن يكون لها أي تاثير على ارادتنا على الاطلاق».
يذكر أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي زائد ألمانيا وافقت خلال اجتماع في برلين أمس الاول على مضمون قرار ثالث للامم المتحدة من أجل ممارسة ضغط على ايران لكي تتخلى عن برنامجها النووي.
وقال الرئيس الايراني في أول رد فعل على اجتماع برلين «ما من أحد خارج اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يملك حق التدخل في شؤوننا النووية ناهيك عن محاولة فرض أي شيء علينا».
واضاف قائلا «نقول لهم فحسب عليكم أن تكفوا عن محاولة تخويفنا بمجلس الامن مثل هذا القرارات تعرض فحسب مصداقيتكم الدولية للخطر».
وقال أحمدي نجاد ان الموقف الايراني «واضح» وأن البرنامج النووي الايراني هو للاغراض السلمية وأنه تم الرد على كل تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية و«بالتالي تكون المسألة النووية قد انتهت».
واستطرد الرئيس الايراني يقول «لقد ارتكبت هذه الدول بالفعل خطأين هما قرارا الامم المتحدة من قبل وأنا أقول لها لا ترتكبوا خطأ جديدا باصداركم لقرار آخر للامم المتحدة حيث ان ذلك سيسبب فحسب مشاكل لكم وليس لايران».
وحول مشروع الاتفاق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ انه لا ينص على فرض عقوبات جديدة. واوضح لاڤروڤ في تصريح نقلته وسائل الاعلام الروسية امس ان مشروع القرار ينص على «اجراءات ضاغطة» على ايران لكنه لا يصل الى حد فرض عقوبات متشددة.
وقال ان الاجراءات التي طلبها مشروع القرار تتضمن الطلب من جميع الدول الحيلولة دون انتهاك نظام عدم انتشار الاسلحة النووية في علاقاتها مع ايران.
واوضح ان مباحثات مباشرة ستبدأ بين مجموعة الدول الستة وايران بهدف معالجة ازمة الملف النووي الايراني في حال موافقة طهران على الاقتراحات المطروحة.
واعرب لاڤروڤ عن قناعته بضرورة العمل على دعم جهود الوكالة الدولية للطاقة النووية وليس فرض مزيد من العقوبات ضد ايران.
ومن جانبه المح المندوب الصيني الدائم لدى الامم المتحدة امس الى ان مسألة صدور قرار دولي جديد ضد ايران «قد تتطلب اسابيع»، مضيفا القول «لسنا في عجلة من الامر».
وكان المندوب الصيني قوانقيا وانغ يرد على اسئلة الصحافيين حول اتفاق برلين على تقديم «مشروع قرار» الى مجلس الامن بشأن فرض تشديد معتدل للعقوبات ضد ايران بسبب برنامجها النووي.
وفي الوقت الذي علق اغلب مندوبو الدول الكبرى الخمس في المنظمة الدولية بانهم لم يطلعوا من وزرائهم على اتفاق برلين بعد قال المندوب الصيني «اذا تم الاتفاق بالفعل فلابد ان يبلغ الى نيويورك الامم المتحدة واعتقد ان يتطلب ذلك اسابيع لسنا في عجلة من الامر».
في غضون ذلك دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الايطالية ماسيمو داليما المجتمع الدولي الى بدء مفاوضات مباشرة مع ايران دون شروط مسبقة في ظل العقوبات الدولية القائمة.
وأكد داليما في ندوة عقدت الليلة قبل الماضية لتقديم عدد خاص لمجلة «ليميس للدراسات الاستراتيجية» حول «ايران بين الحرب والسلام» التزام بلاده الدقيق بتلك العقوبات واستعدادها للبحث في مبادرة أوروبية مستقلة حال أخفقت الجهود الدولية.
وقال «لدينا الأدوات اللازمة لتفادي تملك ايران للسلاح النووي وكذلك الحرب» منبها على أن الحرب ستكون بمنزلة «خطأ مضاعف».
الصفحة في ملف ( pdf )