فيما واصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين التدفق من قطاع غزة، الى مصر لليوم الثاني على التوالي أمس لشراء مواد غذائية، انتقد الرئيس المصري حسني مبارك السياسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة قائلا إنها «إجراءات عقاب جماعي»، مؤكدا أن مصر لن تسمح «بتجويع الفلسطينيين في غزة».
وقال مبارك في خطاب له بمناسبة «عيد الشرطة» في القاهرة «إن أحدا لا يملك المزايدة على مصر في دعمها لهذا الشعب الصامد وقضيته العادلة ونحن نبذل أقصى الجهد في تحركنا واتصالاتنا لانهاء معاناته ولرفع إجراءات العقاب الجماعي الاسرائيلية ولعودة إمدادات الوقود والكهرباء والمساعدات الانسانية لقطاع غزة».
وأكد الرئيس المصري أن بلاده «لن تسمح بتجويع الفلسطينيين في غزة أو بأن يتحول الوضع في القطاع لكارثة إنسانية».
وأضاف مبارك «إننا ندعو أبناء فلسطين من مختلف الفصائل لأن يضعوا معاناة شعبهم فوق كل اعتبار ونرفض محاولات الزج بمصر في خلافاتهم ومحاولات افتعال الازمات مع قوات الامن المصرية في رفح».
وذكر شهود عيان ان تدفق الفلسطينيين الى الاراضي المصرية لم يتوقف طوال ساعات الليل قبل الماضي، حيث قاموا بشراء كل ما تقع عليه عيونهم.
وكانت مصادر أمنية مصرية قد أفادت بأن عدد الفلسطينيين الذين فروا من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية بلغ حتى صباح أمس نحو نصف مليون شخص.
وذكر شهود عيان أن الفلسطينيين الذين اقتحموا أمس الأول الحدود المصرية عبر ثغرات في الجدار الفاصل عند معبر رفح قضوا الليل لدى الأقارب وفي المساجد والمقاهي والشقق الخاصة بقضاء العطلات.
وأضافت المصادر أن حرس الحدود على الجانب المصري حاولوا منع وصول مزيد من الفلسطينيين إلى داخل سيناء بعد أن كان مبارك قد أصدر تعليمات أمس بعدم التعرض للفلسطينيين الراغبين في دخول مصر.
في الوقت نفسه أبقت السلطات المصرية الحدود مفتوحة أمام الراغبين في العودة إلى قطاع غزة، وأكد شهود عيان أن القوات المصرية لم تستخدم العنف ضد الفلسطينيين ولكنها تحاول «تحريكهم» للعودة إلى القطاع.
في المقابل، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل تريد قطع صلاتها الباقية مع قطاع غزة ردا على تدمير الحدود مع مصر.
وقال ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع لراديو الجيش الاسرائيلي إن اسرائيل تريد أن تقطع صلاتها تماما مع غزة من خلال تسليم مسؤولية إمدادات الكهرباء والماء والدواء لجهات أخرى. وقال مسؤول أمني اسرائيلي إن على مصر تولي هذه المسؤولية.
وأضاف فيلناي «علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الآخر فإننا نفقد المسؤولية عنها. لذا نريد الانفصال عنها».
غير أن متحدثا باسم حماس قال إن اسرائيل لا تعفى من المسؤولية بما أن قطاع غزة مازال «أرضا محتلة».
في حين قال مساعد لعباس إن هذه الفكرة الاسرائيلية قد تهدف إلى قطع غزة تماما وإلى الأبد عن الضفة الغربية المحتلة.
في سياق آخر قال نمر حماد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للشؤون السياسية، إن دعوة إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة للقاء عباس في القاهرة من اجل بحث ترتيبات فتح معبر رفح «مرفوضة».
وقال حماد في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة أمس «إن الرئاسة لن تحاور حماس في أى قضية قبل أن تتراجع عن انقلابها، ولن تحاورها في قضية المعابر، إذ لا علاقة لحماس بالموضوع».
الصفحة في ملف ( pdf )