بيروت - عمر حبنجر
عاد الامين العام للجامعة العربية الى بيروت بعد ظهر امس مستبقا موعده الاساسي بيوم كامل من اجل تنفيذ المبادرة العربية وسط حملة ضغط دولي وعربي بهذا الاتجاه، وفي غمرة ضياع سياسي داخلي غير مسبوق.
ولم يظهر الامين العام على الاعلام، انما استقل السيارة من الطائرة مباشرة، فيما تولى الوزير فوزي صلوخ نقل اعتذاره الى الاعلام.
ويبدو ان موسى وسع دائرة اتصالاته قبل العودة بقصد تهيئة الاجواء العربية للمواكبة والضغط بأمل العودة الى اللقاءات الحوارية بين الموالاة والمعارضة واستئنافها من حيث انتهت، ويظهر ان لقاء رباعيا قد يتجدد في مجلس النواب اليوم بحضور عمرو موسى والرئيس السابق امين الجميل والنائب سعد الحريري ممثل الاكثرية والنائب العماد ميشال عون ممثل المعارضة.
وفي اطار الاتصالات العربية المواكبة لمهمة موسى، كانت محادثات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكان الفيصل في لندن والتقى رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون، حيث عبرا بعد المحادثات عن قلقهما من الوقت الطويل الذي مر من دون اختيار الرئيس الجديد في لبنان.
وترافق ذلك مع اطلاق القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشال سيسون سلسلة تصريحات تؤكد باصرار على وجوب انتخاب رئيس للبنان فورا.
الوضع اللبناني وخاصة الملف الرئاسي حضر في دمشق امس ايضا، حيث التقى الرئيس بشار الاسد بوزيرة الخارجية النمساوية القادمة من لبنان، كما حضر في باريس بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
وعشية وصول موسى، اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سلسلة اتصالات عربية شملت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ورئيس وزراء الاردن بدري الذهبي ووزير خارجية عمان يوسف العلوي وتناول البحث سبل تنفيذ المبادرة العربية حيال لبنان.
بدوره، تلقى الرئيس نبيه بري اتصالا من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي امل في الخروج سريعا من الازمة اللبنانية.
موسى: لبنان أزمة ثقة
وكان الامين العام عمرو موسى رد اساس الازمة اللبنانية الى انعدام الثقة، وقال: هذا هو لب الازمة وهذا ما احاول جاهدا معالجته.
واضاف لجريدة «المدينة» السعودية ان الضمانة الوحيدة لانجاز مهمته تتمثل في الالتزام الكامل ببنود المبادرة العربية لكونها السبيل الوحيدة لحل الازمة اللبنانية، لافتا الى ان اي حديث يبتعد عن الانتخاب الفوري للعماد ميشال سليمان يعني الذهاب الى تأجيل جديد وبالتالي تهديد المبادرة العربية.
النائب بيار دكاش توقع جديدا في زيارة عمرو موسى التي قدمها يوما واحدا، ولو لم يكن هناك من استعداد جديد او من طروحات جديدة لما عجل عودته الى لبنان، وهو الذي كان قد قال في آخر جلسة معه انه لن يعود الى لبنان.
وامل دكاش ان تكون في جعبة موسى الذي وصل الى بيروت امس بدلا من اليوم حلول جديدة غير التي طرحها او تفسير جديد للمبادرة العربية التي اختلف الناس في تفسيرها. وقال: الحقيقة اننا لم نعد نحتمل، وعلى العرب ان يتفاهموا فيما بينهم وعلى العالم ان يترك لبنان من خلال ازالة التدخلات والسماح للبنانيين بلبننة الحل.
ورأى ان الضمانة الوحيدة في لبنان تأتي من خلال اللبنانيين، فكم من ضمانة اخرى تبخرت مع الزمن.
الوزير أوغاسبيان والرهان على الدول
وحول فرص نجاح مهمة عمرو موسى، لاحظ الوزير جان اوغاسبيان ان الرهان العربي - الدولي مازال قائما حول المبادرة العربية، وثمة احتمال عودة «اللقاء الرباعي» وليس الثنائي من اجل حلحلة الامور، وقال ان المعارضة تربط الانتخابات الرئاسية بالتفاهم على الملف السياسي، وتصر على سلة شروط من قبيل المماطلة بهدف احراجه فاخراجه.
النائب الاكثري مصطفى علوش اعرب عن اعتقاده بان الامور تتطلب ضغوطات اشد سياسية واعلامية على دمشق كي نتوقع من سورية تسهيل الامور.
واضاف ان المحكمة الدولية آتية وان المرتكبين سيحاسبون على الجرائم التي طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه والآخرين.
14 مارس: سنتعاون مع موسى لانتخاب رئيس
عضو الامانة العامة لقوى 14 مارس النائب وائل ابوفاعور والنائب السابق فارس سعيد عرضا مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس اجواء زيارة عمرو موسى ومعطياتها.
واكد سعيد ان قوى 14 مارس ستتعاون مع مهمة موسى بشكل كامل، لاسيما مع البند الاول من المبادرة العربية التي تنص على انتخاب الرئيس فورا.
المحكمة الدولية على الأبواب
الموالاة واثــقة من ان ملف المحكمة الدولية هو علة الموقف السوري في الازمة الراهنة، وعشية ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيــق الحريري في 14 الجاري اعلن الامين العام المساعد للامم المتحدة للشــؤون القــانونية نيكولا ميشال ان عناصر انشاء المحكمة الدولية توافرت.
ميشال نفى لـ «النهار» وجــود عراقيل تعترض ذلك، ومنها عوامل التمويل.
وقال ان بعض الدول كانت تريد ان تتأكد من عدم التراجع عن انشاء هذه المحكمة، مشددا على ان لدى هذه الدول عناصر كافية الآن تؤكد ذلك.
الصفحة في ملف ( pdf )