الإنسان بغض النظر عن جنسه وعرقه وأصله وفصله ومكانه على الأرض يؤمن بما وراء الطبيعة (الميتافزيقا) من قوى خارقة غيبية لها انعكاسات ومؤشرات على حياته.
وحسب «وقع» الإلكتروني فإن الخرافات تحتل الرأس العربي بكباره وشبابه ونسائه، إذ لا يوجد عربي إلا وبعض الخرافات مختزنة في عقله ورثها كما يرث المال والعقار.
وليس أدل على ذلك وكما ورد في أحد التقارير أن العالم العربي ينفق من 5 الى 7 مليارات دولار سنويا لفك السحر وجلب المحبة وإيقاع الضرر بين الناس.
وقبل أيام قفز الى ذهني هذا السؤال: هل كان الرئيس السابق حسنى مبارك يؤمن بالسحر؟
فهذا السؤال تردد كثيرا في الفترة الأخيرة بعد زيارة العرافة أم ماجد له بالمستشفى الذي يرقد فيه بشرم الشيخ لقراءة الطالع له ولتخبره بالمستقبل الغامض الذي ينتظره وعلى رغم نفي أم ماجد أنها عرافة إلا أن نفيها في حد ذاته والأسباب التي ذكرتها تؤكد أنها عرافة الرئاسة، فما الذي يجعل امرأة مثلها ليس لها علاقة بالرئيس تقوم بزيارته وكيف يسمح لها بذلك دون أن يكون لها سابق معرفة بمؤسسة الرئاسة وهل أي شخص يستطيع الآن مجرد الدخول إلى المستشفى الموجود به الرئيس وليس زيارته شخصيا؟ العديد من المصادر أكدت أن البدوية أم ماجد هي عرافة الرئاسة منذ سنوات وأن زوجة الرئيس المخلوع كثيرا ما كانت تستمع إليها وتستشيرها في العديد من الأمور وأن هذه العرافة قام مبارك بزيارتها هو وزوجته منذ سنوات وقالت له انه سيستمر في حكم مصر هو وعائلته وأقنعته بتوريث نجله جمال الحكم. وأن مبارك قام قبل ذلك بزيارة إحدى العرافات التي أكدت له أنه وعائلته سيحكمون مصر، وما حدث أن سوزان مبارك فهمت القصة أن العائلة ستحكم مصر على التوالي وهذا ما جعلها تتشبث بالفكرة ولذلك قامت بعدها بزيارة العرافة أم ماجد التي أقنعتها بتوريث الابن الحكم.
الرئيس جمال عبدالناصر كان يحب أن يستمع إلى المشتغلين بالأرواح والعفاريت، من بينهم الشيخ محمد لبيب، وكان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه الغريبة، وليست فيها خدعة واحدة، فكلها عيني عينك، يضع الكوب في جيبك ويستخرجها من جيب أي واحد من الحاضرين، ويلقى بالكوتشينة إلى السقف فتستقر هناك ويستدعيها ورقة ورقة، وقد طلب ذات مرة من السيدة أم كلثوم في حضور عبدالناصر خاتمها، فرفضت، فأخذه من زوجها د.حسن الحفناوي ووضعه في كوب من الماء وألقاه من النافذة وطلب منها أن تبحث عنه في حقيبة يدها، فرفضت دخول العفاريت في شنطتها، وأشارت ناحية أنيس منصور الذي كان موجودا بين الحضور وقالت: عندك أنيس وكلكم عفاريت زي بعض وأخرج الخاتم من جيبه.
على النقيض تماما كان الرئيس السادات لا يؤمن بالعرافين، فقد كان ينفر من هذه الممارسات، وذات مرة طلبت منه حرم الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوغ أن تقرأ له الكف، فاعتذر.
ان علاقة مبارك بالعرافين والدجالين قديمة بدأت في نهاية الخمسينيات عندما كان مبارك ضابطا في السودان والتقى بعراف سوداني تنبأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، وهذا ما بنى جسرا من الثقة بينه وبين العرافين بعد ذلك إيمان مبارك بالعرافين لم يقتصر على من هم بداخل البلاد ففي العام 1982 كان مبارك في باريس حين أحضر له د.بطرس غالي منجمة فرنسية، وقالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخرى كثيرة ستموت في السنة التي تعين فيها نائبا لك ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائبا له.
كما يبدو أن العام الحالي سيشهد نهاية مبارك طبقا للتقارير الصحية الواردة من مستشفى شرم الشيخ، والغريب في الأمر أن هذا العام شهد تعيين نائب له وهو عمر سليمان وهذا ما يفسره البعض بالسر وراء زيارة العرافة البدوية أم ماجد المستشفى عندما تذكر مبارك نبوءة العرافة الفرنسية منذ ما يقرب من ثلاثين عاما بوفاته في نفس العام الذي يعين فيه نائبا له.
زعماء أجانب اعتقدوا في السحر
الإيمان بالسحر لم يقتصر على رؤساء مصر فقط، فهناك العديد من رؤساء الدول الأجنبية وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق كارتر، فعندما زار مصر في منتصف السبعينيات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم، واندهش الحاضرون حتى كشف كارتر عن السر، وقال إنه زار مصر في الستينيات وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التي تنبأت له بأنه سيصبح رئيسا لأميركا.
هذا ما ينطبق أيضا على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والروسي السابق بوتين والفرنسي الحالي ساركوزي، ورئيس دولة بورما تان شوي، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون 6 إلى قرية نيبيداو التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة. فضلا عن ذلك، هناك العديد من الرؤساء والزعماء العرب طالتهم شائعات اللجوء إلى العرافات والمنجمات، منهم جعفر نميري رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفي، وعندما تولى جعفر نميري الحكم في السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصا ثم يختفي وظل نميري محافظا على تلك العصا لا يتركها من يده حتى كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي، حيث الاجتماع المهم ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.