اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش قرار الإطاحة برئيس النظام البائد المقبور صدام حسين قرارا ضروريا وقال في كلمة له بمقر وزارة الدفاع البنتاغون لاحياء الذكرى الخامسة لبدء الحرب أن الاطاحة بصدام حسين كانت القرار الصحيح كما أن أمريكا قادرة على الانتصار وسوف تنتصر.
مؤكدا أن زيادة القوات الأميركية هناك فتحت الباب أمام «نصر استراتيجي كبير» على المتشددين الإسلاميين.
وبينما ناشد بوش شعبه التحلي بالصبر في الحرب التي دخلت عامها السادس عد المكاسب الأمنية نتيجة زيادة عدد القوات التي أمر بها أوائل العام الماضي، وقال لعبت الزيادة دورا أكبر من مجرد تحويل الموقف في العراق، لقد فتحت الباب أمام نصر استراتيجي كبير في حرب اوسع على الإرهاب».
مؤكدا أن الحرب تستحق ما قدمه الأميركيون من تضحيات إذا تأملوا مدى الخسائر الاستراتيجية التي يمكن أن تتكبدها الولايات المتحدة لو انتصر عدوهم في العراق، كما حذر من أن التبكير في الانسحاب من العراق سيزيد إيران جرأة وسيوفر للقاعدة التمويل وسلاح الدمار الشامل لمهاجمة أميركا ملمحا إلى أن حربه في العراق ستستمر إلى أجل غير معلوم.
وتابع خطابه «إن النجاحات التي نشهدها في العراق لايمكن إنكارها إلا أن ساسة واشنطن يدعون للانسحاب، ان منتقدي الحرب توقفوا الآن عن الزعم بأن أميركا تخسرها لكنهم تحولوا إلى القول بأن تكاليف الحرب باهظة للغاية».
واشار إلى أنه ما من أحد ينكر أن هذه الحرب كلفت أميركا الكثير من الأرواح والأموال، معتبرا أن هذه التكاليف ضرورية حينما يجري اعتبار الخسائر الاستراتيجية الناجمة عن النصر الاستراتيجي للأعداء في العراق.
وحذر بوش من أن السماح للعدو بالانتصار في العراق سيؤدي إلى تسارع وتيرة العنف الذي انحسرت موجته ويمكن أن يهوي بالعراق إلى هاوية الفوضى ويتيح للقاعدة استعادة ملاذها الآمنة وتشييد ملاذ جديد ينشر العنف والإرهاب الذي يمكن أن يمتد إلى ما وراء حدود العراق بما يجلبه ذلك من عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
في السياق نفسه اكد بوش أن الانسحاب المبكر أيضا سيزيد من جرأة إيران ومن إصرارها على تطوير أسلحة نووية وفرض نفوذها وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، واضاف أن أعداء الولايات المتحدة سينظرون إلى فشلها في العراق كدليل على ضعفها وخور عزيمتها.
واختصر استعراض كشف حساب هذه الحرب الطويلة في الإشارة إلى أنها تضمنت لحظات انتصار ولحظات انكسار من انتخابات حرة شهدها العراق إلى أعمال مفعمة بالوحشية والعنف، وسيؤكد على أن الأعداء الذين يقتلون الأبرياء في بغداد هم أنفسهم الذين يريدون أن يذبحوا الأبرياء في شوارع أميركا، مؤكدا أن إنزال الهزيمة بهذا العدو في العراق سيقلص من احتمالات مواجهته هنا على الأراضي الأميركية.
وتحدث بوش عن حرب كبدت الأميركيين أكثر من 4 آلاف جندي ومعهم 309 جنود من بلدان أخرى وعشرات الآلاف من العراقيين بالإضافة إلى أكثر من 500 مليار دولار بتقدير الإدارة الأميركية ونحو 3 تريليونات دولار بتقدير خبراء المال والأكاديميين الذين يحسبون تكاليفها من كافة الجوانب ومن ذلك تكاليف الرعاية الطبية لآلاف الجنود العائدين من العراق.
وتشير كل التصريحات من أقطاب الإدارة الأميركية إلى أنها لن تسحب أكثر من القوات الإضافية التي أرسلها بوش العام الماضي، على أن ينتهي سحب هذه القوات البالغة 30 ألف جندي بحلول يوليو المقبل ليصل عدد القوات الأميركية في العراق عندئذ إلى نحو 142 ألفا.
واكد بوش زيادة تعاون السنة العراقيين في التصدي لتنظيم القاعدة واصفا هذا بأنه «أول انتفاضة عربية واسعة النطاق ضد أسامة بن لادن وأيديولوجيته المروعة وشبكته الإرهابية».
وتوحد عدد من زعماء العشائر السنية ضد القاعدة، لكن رأب الصدع الطائفي على المستوى الوطني لايزال بطيئا.
واضاف «ما من أحد يمكنه أن يجادل في أن تكلفة هذه الحرب كانت عالية من حيث الخسائر البشرية والمادية، لكن هذه التكلفة ضرورية».
الصفحة في ملف ( pdf )