دعا حلف شمالي الاطلسي (الناتو) رسميا، خلال اليوم الثاني من قمته في بوخارست برومانيا كلا من كرواتيا والبانيا للانضمام الى الحلف.
واتفق قادة الناتو على تأجيل البت في الخطة الرامية الى وضع كل من جورجيا واوكرانيا على قائمة الدول المرشحة للانضمام الى الحلف، لكن الامين العام للحلف هوب شيفر قال ان الناتو ملتزم بفتح المجال امام هذين البلدين للانضمام الى الحلف في المستقبل.
ورحبت جورجيا بقرار الحلف قائلة ان عضويتها المحتملة في الناتو مستقبلا تعتبر امرا «تاريخيا» رغم رفض الحلف انضمامها الفوري له. وقال مسؤولون في الحلف ان الناتو قرر عدم دعوة مقدونيا الى الانضمام اليه خلال قمة بوخارست. وقال رئيس لاتڤيا فالديس زاتلر ان قادة الناتو اتفقوا على ان مقدونيا تستطيع الانضمام الى الحلف حالما تحل نزاعها مع اليونان على خلفية اسمها.
في السياق نفسه، قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان انضمام مقدونيا لحلف شمال الاطلسي يرتبط بحل الخلاف مع اليونان التي ترى ان استخدام سكوبي اسم مقدونيا ربما ينطوي على اطماع توسعية في اقليم بشمال اليونان يحمل الاسم نفسه.
انسحاب مقدونيا
من جهته انسحب وفد مقدونيا من قمة حلف شمال الاطلسي المنعقدة حاليا في العاصمة الرومانية بوخارست امس بعدما رفضت اليونان السماح لمقدونيا بالانضمام إلى الحلف. وقال أنطونيو ميلوسوسكي وزير خارجية مقدونيا «إن وفد مقدونيا سيغادر لأننا نشعر بالحاجة لنبقى مع شعبنا، إن موقف اليونان الذي يستند إلى العصور الغابرة انتصر على الحاجات الملحة لمنطقة غرب البلقان». وقال ميلوسوسكي «دولتنا هي جمهورية مقدونيا وستبقى كذلك إلى الابد». وأضاف ميلوسوسكي «كل دول الناتو باستثناء اليونان تبدي موقفا مؤيدا» بالنسبة لانضمام مقدونيا لكن رد فعل الناتو على موقف اليونان سيكون متروكا للحلف.
من جهته، شدد الرئيس الاميركي جورج بوش امس على اهمية مواصلة عملية توسيع حلف شمال الاطلسي (الناتو). واضاف الرئيس الاميركي خلال ترحيبه الرسمي بالعضوين المستقبليين في الناتو، كرواتيا والبانيا، «سيؤدي هذا الامر الى المزيد من الاستقرار في منطقة البلقان التي سادها الاضطراب في الماضي». من جهة اخرى، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب له امام القمة ان بلاده سترسل قوات اضافية الى افغانستان.
ووعد ساركوزي خلال مناقشات اليوم الثاني بارسالة كتيبة تضم 800 جندي الى شرقي افغانستان لتعزيز الوجود الفرنسي هناك.
وقال ساركوزي امام قمة الناتو «اعيد التأكيد على عزم فرنسا مواصلة تجديد علاقاتها مع الناتو». وتعد هذه اول استجابة مباشرة من دولة بالحلف لنداءات الولايات المتحدة المتكرررة وقادة الناتو في الميدان لارسال مزيد من التعزيزات لمواصلة العمليات العسكرية ضد مقاتلي حركة طالبان.
ومن شأن ارسال فرنسا لتعزيزاتها العسكرية الى افغانستان تخلي كندا عن تهديداتها السابقة بسحب قواتها من افغانستان في حال عدم ارسال اعضاء آخرين تعزيزات عسكرية الى هناك.
استئناف العضوية
من جهة اخرى، قال ساركوزي ان فرنسا ستتخذ قرارا بشأن استئناف عضويتها في جميع هياكل الحلف عند نهاية السنة الحالية، مشيرا الى ان بلاده ستستعيد دورها في القيادة العسكرية للحلف. واضاف ساركوزي ان قرار فرنسا سيأتي في نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوربي التي ستبدأ في شهر يوليو وتنتهي في اواخر ديسمبر المقبل.
وكانت فرنسا انسحبت من البنية العسكرية للناتو عام 1966 احتجاجا على سيطرة الولايات المتحدة على قيادة الحلف العسكرية في عهد الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول.
وينظر الى قرار فرنسا تعزيز وجودها العسكري في افغانستان واتجاهها نحو استئناف عضويتها الكاملة في هياكل الحلف على انه مؤشر على سياسة ساركوزي القائمة على توطيد علاقات فرنسا مع الحلف بقيادة الولايات المتحدة رغم ان خطابه امام القمة امس اكد على رغبة فرنسا في بناء الدور الدفاعي للاتحاد الاوربي.
اتفاق أميركي ـ تشيكي
الى ذلك، توصلت الولايات المتحدة وجمهورية تشيكيا الى اتفاق حول نشر عناصر من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في الاراضي التشيكية، بحسب ما اعلن البلدان امس في بيان مشترك صدر على هامش قمة الحلف الاطلسي في بوخارست، وجاء في البيان «يسر الولايات المتحدة وجمهورية تشيكيا ان تعلنا انجاز المفاوضات حول اتفاق موضوعه الدفاع المضاد للصواريخ.
وفي نيتنا توقيع هذا الاتفاق في مستقبل قريب». واضاف ان «هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة في جهودنا لحماية شعوبنا وحلفائنا في الحلف الاطلسي من التهديد المتصاعد الذي تطرحه مسألة انتشار الصواريخ البالستية واسلحة الدمار الشامل».
ويلحظ الاتفاق اقامة محطة رادار لرصد اطلاق الصواريخ البالستية في جمهورية تشيكيا، على ان ترتبط بعشر منصات لاطلاق صواريخ اعتراض سيتم نصبها في پولندا، لكن المفاوضات بين الولايات المتحدة وپولندا لا تزال تتطلب اسابيع عدة على الاقل.
وحسب قناة «الجزيرة» الفضائية، قال مسؤول اميركي ان قمة الناتو صدقت على خطة نشر درع صاروخية اميركية في اوروبا.
الصفحة في ملف ( pdf )