- المعارضة الروسية تندد بانتخاب بوتين وتطالب بانتخابات جديدة
طالب ائتلاف المعارضة الروسية المنبثق من حركة المعارضة ضد النظام القائم، امس بانتخابات رئاسية جديدة، واصفا انتخابات امس التي فاز فيها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بأنها «مهزلة»، وذلك اثناء تظاهرة ضمت آلاف الأشخاص في موسكو.
وقال احد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف وهو يتلو امام المتظاهرين قرارا للجنة تنظيم التظاهرة «نطالب بوضع حد للقمع السياسي والتحقيق حول عمليات التزوير الكثيفة والاصلاح السياسي وانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة».
وأضاف ان «هذه الانتخابات مهزلة، السلطة غير شرعية»، وقال «سنواصل تحركنا السياسي ما دام لم تنفذ مطالبنا».
وفي الوقت نفسه، اعتقل نحو مائة متظاهر بينهم الكاتب ادوارد ليمونوف في منطقة اخرى من موسكو، واعتقل نحو مائة متظاهر آخرين اثناء تظاهرة في سان بطرسبورغ.
في هذا الوقت، حقق فلاديمير بوتين، الذي فاز في الانتخابات الرئاسة التي جرت أمس الأول بنحو 64% من الأصوات، أرقاما قياسيا في بعض الأماكن مع نحو 100% من الأصوات في الشيشان الا انه لم يتجاوز حد الـ 50% في موسكو وفقا للنتائج الأخيرة التي أعلنت أمس.
وفي الشيشان حصل بوتين على 99.7% من الأصوات فيما حصل باقي المرشحين على ما بين 0.02% و0.03%.
وفي باقي جمهوريات القوقاز الروسي، المنطقة التي تشهد حركة تمرد إسلامية مسلحة، حقق بوتين كالعادة أرقاما قياسيا: 92% في انغوشيا و92.8% في داغستان و91.36% في كاراتشييفو ـ تشركسيا.
وسجلت بلدة غورديفسكي، في منطقة بريانسك أفضل نتيجة حيث حصل فلاديمير بوتين على 100% من الأصوات (مقابل 65.77% «فقط» في المنطقة كلها).
وفي جمهورية توفا حصل بوتين على 90% من الأصوات مكتسحا منافسيه الرئيسيين غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي (4.3%) والملياردير ميخائيل بروخوروف (1.98% من الأصوات).
وفي سيبيريا سجل بوتين أسوأ نتيجة له في منطقة ايركوتسك مع نسبة متواضعة نسبيا بلغت 55.4% من الأصوات.
وحصل فلاديمير بوتين على 87% و83% في هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب موسكو حيث كان سجل ايضا معدلات عالية جدا في الانتخابات الرئاسية لعام 2004 (91.35% و83%).
ولكن في العاصمة في موسكو لم يحصل بوتين الا على 47% من الأصوات مقابل 68.6% في الانتخابات الرئاسية لعام 2004.
وقد حل في المرتبة الثانية بعده الملياردير ميخائيل بروخوروف (نحو 20%) الوافد الجديد على الساحة السياسية الذي استفاد أساسا من أصوات الطبقة الوسطى في المدن الكبرى.
وقال نائب رئيس اللجنة الانتخابية في موسكو الكسندر بوديتشيف ان «بروخوروف احتل الصدارة في 20 مكتب تصويت».
في هذا الوقت، قال المراقبون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس ان الانتخابات الرئاسية الروسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين شهدت مخالفات كبيرة خلال احتساب الأصوات بعد حملة «سخرت بشكل واضح» لمصلحة رئيس الوزراء.
وقالت المنظمة في بيان ان «العملية تراجعت عند احتساب الأصوات وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات اجرائية».
وتابعت ان «الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة احد المرشحين».
وتابعت ان «عمليات حشو صناديق اقتراح جرت. ففي 27 مركزا لاحتساب الأصوات تمت مراقبتها (من أصل 98) لم تعرض بطاقات التصويت على كل الحاضرين ولم تحتسب واحدة واحدة بشكل شفاف».
وقال المراقبون «مع ان المرشحين للانتخابات الرئاسية الروسية كانوا قادرين على القيام بالحملة من دون عراقيل، سخرت الظروف بشكل واضح لمصلحة مرشح واحد هو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين».
وتابعوا ان «هذه الانتخابات أظهرت ان هناك فائزا واضحا بأغلبية مطلقة من دون الحاجة الى دورة ثانية. لكن خيار الناخبين كان محدودا والتنافس الانتخابي لم يكن عادلا وغاب حكم مستقل».
وانتقدت البعثة ايضا عمل الكاميرات الالكترونية التي وضعت في مراكز الاقتراع وهو اجراء اقترحه بوتين نفسه بعدما تحدثت المعارضة ومراقبون عن عمليات التزوير في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر الماضي.