اتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أمس الأول دولا عربية بـ «اذكاء الفتنة» في شرق البلاد بعد ان اعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون في بنغازي منطقة برقة النفطية «اقليما فدراليا اتحاديا». وفي حين يعجز المجلس الوطني عن فرض سلطاته على كل أنحاء ليبيا، اذ يتجاهل الكثير من الثوار السابقين تسليم أسلحتهم والاذعان للحكومة المركزية، اعلن في بنغازي خلال مؤتمر حضره نحو ثلاثة آلاف شخص، عن قيام اقليم برقة الفدرالي، كأول خطوة لتشكيل كيان سياسي شبه مستقل منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
رغم ان المعلنين أكدوا تمسكهم بوحدة ليبيا وانضوائهم تحت راية المجلس الوطني الانتقالي.
وقال عبدالجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس من دون ان يذكر أسماء، ان «(بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل اليها طوفان الثورة، هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للاسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق».
وأضاف «ما يحصل هو بداية مؤامرة ضد البلاد، هذه مسألة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية»، محذرا من «عواقب خطيرة» قد تؤدي الى تقسيم ليبيا.
وقال عبدالجليل «نحن اليوم كمجلس وطني انتقالي نستغرب تلك الأصوات التي تنادي بتقسيم ليبيا وأنا ادعو كل الليبيين للالتفاف حول المجلس والحكومة الانتقالية بها من العاصمة طرابلس»، مهددا باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا.
بدوره، اكد السنوسي تعليقا على تصريحات عبد الجليل ان «إدارة الإقليم تنفصل عن سياسة الدولة، نظرتنا من خلال اتخاذ النظام الفيدرالي الاتحادي نظرة إدارية وليست انفصالية، والانفصال غير مقبول بالنسبة إلينا تماما».
وردا على اتهامهم بالانفصال، قال ان الذين يروجون ذلك يفعلون «ذلك لأنهم لا يفهمون ما هي الفيدرالية وما هي مزاياها وفوائدها، أنا ألومهم وأعذرهم، لأن الناس مغيبون عن تاريخهم طيلة 42 عاما وهي فترة حكم القذافي».
وأضاف «عليهم بالنظر أولا إلى الدول التي تتبع النظام الفيدرالي وينظرون كم هي ناجحة سواء أكانت متقدمة مثل ألمانيا وسويسرا أم نامية كالإمارات العربية المتحدة»، متهما المجلس الانتقالي بالتقصير ومؤكدا ان الحكومة الليبية فشلت في إدارة شؤون البلاد.
في هذا الوقت، أكد نائب المندوب الليبي في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أن من يقود الدعوة إلى إقامة أقاليم في ليبيا تدفعه مصالح شخصية فقط ولا يبالي بمصلحة البلاد. وقال الدباشي ـ في تصريح خاص لراديو (سوا) الأميركي بثه صباح أمس ـ «ان الدعوة لا يوجد أي مبرر لها على الإطلاق إلا إذا أخذنا في الاعتبار بعض الطموحات الشخصية لبعض الأشخاص وبعض أصحاب الأموال الذين للأسف لا يقدرون الوضع الحرج الذي تمر به ليبيا ويريدون خلق المزيد من المشاكل لها».
وأضاف «أن هؤلاء ليسوا زعماء القبائل وإنما أشخاص من قبائل مختلفة، ولا أعتقد أن هذه الدعوة لديها أي قاعدة شعبية عريضة في المنطقة»، مشيرا إلى أنهم «يعطون مبررا لذلك مسألة تهميش مناطقهم ويقولون إنهم يريدون أن تصل الخدمات إلى جميع القرى في مناطقهم». وأكد الدباشي أن السلطة المحلية للدولة لاتزال في المناطق الشرقية، ولكنها ستتصرف في الوقت المناسب إذا أصبحت تلك المطالب تشكل تهديدا على أمن البلاد. وأعرب الدباشي عن خشيته من أن تكون هناك أطراف أجنبية وراء المطالب لتقسيم ليبيا.
وقال «كما أخشى أن تكون هناك أجندة أجنبية تحركهم لتقسيم البلد ولكن نحن حتى الآن نعتبره رأيا لجزء من أهلنا في ليبيا ومن حقهم أن يعبروا عن رأيهم في أي شكل من أشكال الدولة يريدونه، ولكن ليس بإمكانهم أن يفرضوا شيئا على الشعب الليبي».
ويرى كثير من سكان مدينة بنغازي، مهد الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أن إعلان إنشاء إقليم «برقة» هو الحل المناسب للشرق بعد مرور عام على الثورة وتهميش بعض قضايا المنطقة الشرقية، بينما يرى آخرون أن إعلان الإقليم يعد بمثابة تقسيم البلاد.