القاهرة - خديجة حمودة
فيما سجلت اعمال العنف تراجعا في مدينة الصدر وفقا لافادات نقلتها رويترز عن شهود عيان اكدت القيادة الاميركية في العراق دعمها «لحل سياسي» في مدينة الصدر معقل التيار الصدري شمال شرق بغداد.
واعلن اتفاق بين الحكومة العراقية والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر امس الاول، يفترض انه دخل حيز التنفيذ امس لوقف المعارك بين ميليشيا جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى.
وقال الكولونيل جيرالد اوهارا المتحدث باسم الجيش الاميركي لوكالة فرانس برس: «كما نقول دائما نحن ندعم الحلول السياسية في مدينة الصدر وفي العراق بشكل عام.
نأمل في انهاء اعمال العنف التي ترتكبها عناصر مجرمة تعرض حياة عراقيين ابرياء للخطر».
وذكر بيان للجيش الاميركي ان قواته قتلت اربعة اشخاص وصفتهم بالمجرمين في اشتباكات وقعت امس الاول في مدينة الصدر.
وحذر رئيس هيئة الاركان الاميركية في بغداد الكولونيل الن باتشيليه قائلا: «اذا شاهدنا نشاطات غير مشروعة او تحركات لمطلقي صواريخ او قذائف هاون او رجالا مسلحين بقاذفات صواريخ او يقومون بوضع كمائن متفجرة، سنتصدى لهم باطلاق نار دقيق».
الى ذلك أفاد شهود عيان بان مدينة الصدر تعرضت الليلة قبل الماضية وفجر امس الى قصف جوي اميركي قبيل ساعات من سريان وقف القتال بين المتقاتلين في المدينة.
وذكر الشهود لوكالة الانباء الالمانية ان موجة النزوح من المدينة مازالت متواصلة منذ يوم الخميس الماضي بناء على طلب من الحكومة العراقية كما تشاهد عمليات نصب كتل اسمنتية في عدد من احياء المدينة.
وتقوم مروحيات للجيش الاميركي بالتحليق في سماء المدينة منذ صباح الامس كما افادت الوكالة الالمانية.
محادثات
في غضون ذلك ابرزت طهران مرونة في موقفها من استئناف محادثاتها مع واشنطن بشان الامن في العراق.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان طهران قد تدرس استئناف المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق.
واضاف حسيني في ايجاز صحافي بطهران امس انه اذا كانت الاحوال مواتية فان ايران ستستأنف المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الامن في العراق.
وكان المتحدث قد ذكر الاسبوع الماضي ان ايران لن تتباحث مع الولايات المتحدة طالما أن القوات الاميركية تستهدف المدنيين العراقيين في قتاله ضد الميليشيات التابعة لمقتدى الصدر.
ويذكر أن ايران والولايات المتحدة قد عقدتا بالفعل ثلاث جولات من المباحثات في بغداد دون أي نتائج ملموسة باستثناء خطة لم تنفذ حتى الان لتشكيل لجنة أمنية ثلاثية تضم ايران والولايات المتحدة والعراق للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق.
وكان من المفترض أن تستأنف المباحثات في فبراير الماضي ولكن الاجتماع ألغي وتردد ان ذلك يرجع «لاسباب فنية».
من جهة اخرى اكد وزير الخارجية المصرية احمد ابوالغيط مجددا «ثوابت» بلاده ازاء الشأن العراقي التي تشمل الحفاظ على عراق موحد وآمن ومستقر يتفادى الطائفية او العرقية في سياساته وتوجهاته.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية في تصريح صحافي أن تأكيد ابوالغيط جاء خلال اجتماعه امس مع منسق الخارجية الاميركية للشؤون العراقية السفير داڤيد ساترفيلد الذي قدم من جانبه عرضا متكاملا للرؤية الاميركية لما يحدث في العراق حاليا والتقييم الاميركي لتلك الاحداث.
وأوضح أن ساترفيلد اشار في هذا الاطار الى ان الولايات المتحدة ترى ما اسماه «علامات ايجابية» في التطورات التي تجرى على الساحة يمكن اذا استمرت وتم تشجيعها ان تسفر عن تعزيز هائل في قدرة الحكومة العراقية على حفظ الامن والاستقرار في العراق.
وذكر المتحدث ان ابوالغيط طرح على الموفد الاميركي التساؤلات التي توجد لدى الجانب المصري حول الاوضاع في العراق والمنطقة في ضوء الاهتمام والحرص الكبيرين اللذين تبديهما مصر على هذا القطر العربي المهم.
واضاف ان اللقاء «تطرق الى مناقشة التهديدات التي يمكن ان تلحق بالعراق والمنطقة في حال عدم القدرة على السيطرة على الامن والاستقرار في العراق».
واشار الى ان اللقاء تناول التطورات التي يشهدها العراق في الفترة الاخيرة التي كان ابرز مظاهرها المواجهات العسكرية الحادة بين الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية في الجنوب وايضا في شمال العراق.
الصفحة في ملف ( pdf )