بيروت - عمر حبنجر
لا جديد تحت شمس التشكيلة الحكومية، النشاط الرئاسي خلال الساعات الأخيرة لم يولد التركيبة الوزارية المنتظرة، ما أوحى مجددا بان المشكلة قد تكون هنا، لكن حلها ليس حيث هي بالتأكيد، حتى ولو انكر العارفون.
فالعقبات المتدحرجة في طريق تشكيل الحكومة، باتت توحي بدخول العوامل الاقليمية والدولية مرة اخرى، وهذا ما تبدى بزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى بيروت، وبتعليق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني على عمليات حزب الله في بيروت والجبل وعلى اتفاق الدوحة، الى جانب الشروع بالكلام عن القرى اللبنانية السبع في الجنوب التي ضمت قسرا الى اسرائيل، وقد جاء الحديث عن هذه القرى في اعقاب تعاظم احتمال حل مسألة مزارع شبعا ديبلوماسيا.
من جانبه اكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس اهمية ان يكون تشكيل الحكومة الجديدة مدخلا للمصالحة الوطنية وليس سببا للخلاف بين اللبنانيين.
وقال بيان رئاسي ان الرئيس سليمان اكد خلال استقباله رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان على رأس وفد كبير من المجلس «تمسكه بميثاق العيش المشترك».
واعتبر سليمان ان «اتفاق الطائف حمى المقاومة التي هي نهج»، مشددا على ضرورة «تضامن الشعب اللبناني ووقوفه في مواجهة اعداء لبنان».
ويأمل الرئيس ميشال سليمان ان تساعد القمة الروحية التي دعا الى عقدها في القصر الجمهوري الاربعاء المقبل في كسر حالة الاستعصاء الحكومية، وقد جال وفد من هيئة الحوار الاسلامي - المسيحي على المرجعيات الدينية ومعه مشروع البيان الختامي المفترض صدوره عن القمة المرتبط انعقادها باحتفالات تطويب الأب يعقوب الكبوشي قديسا.
بدوره طمأن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى اننا لسنا امام ازمة حكومية مفتوحة فيما تخوف رئيس مجلس النواب نبيه بري من اننا قد نكون امام حكومة مؤقتة اذا تأخر تشكيل الحكومة شهرين.
لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اكد التصميم على المصالحة والمثابرة وصولا الى تشكيل الحكومة لتكون مدخلا للتوافق.
مواقف الرؤساء جاءت خلال استقبالهم لجنة احياء ذكرى الرئيس الراحل الياس الهراوي برئاسة منى الهراوي ونقلتها اذاعة صوت لبنان والتي وجهت الدعوة للرؤساء من اجل حضور المناسبة.
الرئيس بري اشار الى انه اذا مر شهران على عدم تشكيل الحكومة فلن نكون امام حكومة وحدة وطنية، بل حكومة مؤقتة وشدد على ضرورة مراعاة امور البلد وليس الانتخابات النيابية وحسب.
وردا على سؤال حول ما اذا كنا نحتاج الى اتفاق دوحة جديد قال: قطعا لا.. هل نسيتم انه اصبح لدينا رئيسا للجمهورية.
الرئيس السنيورة وامام الوفد عينه قال: لن نكون امام ازمة مفتوحة بالرغم من كل الصعوبات، مشيرا الى ان هناك من يستغل الظرف لرفع سقف المطالب.
وقال ان العراقيل امام تشكيل الحكومة قد تتبدد في اي لحظة، واضاف: هناك اشخاص يخلقون مشكلة ويعطلون الفرص وهناك اشخاص يحولون المشكلة الى فرص، واشاد بالرئيس سليمان وقال ان هذا الرجل صاحب نفس استقلالي عربي وانساني وانه اتفق معه على المصارحة والحديث المباشر من دون وسطاء.
الرئيس سليمان تحدث بدوره، امام اللجنة مؤكدا على المصالحة والتوحد حول الدستور والمؤسسات، مشيرا الى ان الطائف لن يكون في خطر خلال عهده وشدد على القول ان الدستور ليس مغامرة ولا مناورة.
ومن قصر بعبدا اعلنت منى الهراوي منح جائزة الرئيس الياس الهراوي لهذه السنة الى الدستوري د.حسن الرفاعي المميز بخبرته القانونية والدستورية.
النائب ميشال المر الذي التقى القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون امس وقال لاحقا اما ان يبقى الياس المر وزيرا للدفاع واما ان نعتذر عن عدم المشاركة في الحكومة.
وتقول مصادر حكومية ان الرئيس السنيورة مازال ينتظر رد المعارضة على السلتين اللتين اقترحتهما عليها، وان حقيبتي الدفاع والداخلية محسومتان للرئيس ميشال سليمان، وبالتالي ليس امام الموالاة والمعارضة الا التفاهم على وزارتي المال والخارجية، مشيرة الى ان وزارة الاتصالات هي خارج السلتين ولا يمكن ان تصنف سيادية، كما طرح الرئيس نبيه بري من بعبدا، وعززت المصادر امكان تخلي الرئيس نبيه بري عن وزارة الخارجية لصالح شيعي في كتلة الاصلاح والتغيير التي يرأسها العماد عون مقابل اعطائه حقيبة الاتصالات.
وبرز امس قرار كتلة الاصلاح والتغيير برئاسة العماد ميشال عون وضع مشروع قانون معجل مكرر بالتقسيمات الانتخابية التي تم التفاهم عليها في الدوحة، معتبرين ان مجلس النواب يستطيع العمل دون تأثر بغياب الحكومة، ما أوحى بان موضوع تشكيل الحكومة خارج الحسبان الآن.
وقد عرض وفد من الكتلة الامر على رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي دعا الى استكمال التحضيرات دون ان يشجع على اغفال وجود الحكومة، خصوصا ان استقالة الحكومة لا تجعل المجلس في حال انعقاد الا بموجب دورة استثنائية يوقعها رئيسا الجمهورية والحكومة.
مصادر حكومية استبعدت تشكيل الحكومة في القريب العاجل، فيوم الأحد وما بعده سيكون رئيس الجمهورية مشغولا باحتفالات تطويب الأب يعقوب الكبوشي قديسا، وسيكون رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار مخيم البارد في ڤيينا.
ونفت المصادر الحكومية ما جاء على لسان مصادر الرئيس بري من انه يتنازل للعماد عون عن حقيبة الخارجية، واوضحت ان بري يطالب بحقيبة سيادية له واخرى للعماد عون، واكدت المصادر انه رغم المواقف التصعيدية للعماد عون فإن الاتصال من جانب الرئيس السنيورة جار معه وكذلك من جانب الرئيس بري الذي يعمل والسنيورة على تمثيل كل الاطراف.
عقبات داخلية وخارجية
وقد رد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بان هناك نوعين من العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة في لبنان احدهما خارجي ويتمثل بتدخل الادارة الاميركية التي لا تحبذ تشكيل حكومة من وحدة وطنية، ومحلي ويتمثل بعدم الاستجابة لمطالب فريق المعارضة.
وقال فضل الله في حديث لوكالة الأنباء الايرانية: «ان فريق المعارضة قدم رؤيته لتشكيل الحكومة، فنحن منفتحون على الحلول والمعالجات، ولكن اعتقد ان العقدة المحلية ترتبط بفعلية التفرد والاستئثار بالسلطة ومحاولة ابقاء الهيمنة على بعض الوزارات».
وقال: يجب ان توزع الوزارات حسب الكتل والاحجام والتمثيل الحقيقي لكل فريق.
الصفحة في ملف ( pdf )