توفي المفكر المصري المعروف والخبير في الشؤون اليهودية والاسرائيلية عبد الوهاب المسيري فجر أمس بعد رحلة طويلة من المعاناة مع المرض عن عمر ناهز السبعين عاما.
وتوفي المسيري وهو عضو مؤسس للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) واحد قادتها البارزين بعد معاناة مع مرض السرطان فى مستشفي «فلسطين» بالعاصمة المصرية القاهرة.
وكان المسيري قد تولى في يناير من العام الماضى منصب المنسق العام للحركة المعارضة.
ويعد المسيرى قيمة ثقافية عربية واسلامية كبيرة وأحد المراجع الرئيسية فى الدراسات الاسرائيلية.
ومن أبرز انجازات المسيري موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية والتى استغرقت منه حوالي ربع قرن ونشرت تحت عنوان «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد» وهي مكونة من ثمانية مجلدات عام 1999.
وصدر للمسيري عدة مؤلفات في موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي من أهمها «البروتوكولات واليهودية والصهيونية» عام 2003.
وكان المسيري يعمل كأستاذ غير متفرغ بكلية البنات «جامعة عين شمس» المصرية، وهو من مواليد مدينة دمنهور عام 1938 حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والتحق عام 1955 بقسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب جامعة الاسكندرية.
وحصل المسيري على الماجستير من الولايات المتحدة عام 1964من جامعة كولومبيا ثم على درجة الدكتوراة عام 1969 من جامعة رتجرز.
ولدى عودته الى مصر تولى المسيري التدريس في جامعة «عين شمس» وعدة جامعات عربية من اهمها جامعة «الملك سعود» كما عمل أستاذا زائرا في «اكاديمية ناصر العسكرية» وجامعة ماليزيا الاسلامية.
ومن اشهر مقولات المسيرى «ان الأيديولوجية الصهيونية اخفقت، ولم تعد مرجعية للاسرائيليين، لأن أحد أهم بنودها كان يقوم على أن فلسطين أرض بلا شعب، فيما ثبت العكس، فهناك شعب ومقاومة بل ان المقاومة أخذت تحسن نفسها كما وكيفا على مدى السنين واستمرارها غير الكثير من المعادلات داخل المجتمع الصهيوني وترك اعمق الآثار فيه» وان «الصهيونية ليست حركة يهودية بل حركة استعمارية استيطانية احتلالية».
وقدم المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان «رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية» عام 2001 حيث أعطى من خلاله صورة مفصلة عن كيف ولدت افكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري، وفي نهاية الرحلة يعطي عرضا لأهم افكاره.
وترجمت بعض اعمال المسيري الى الانجليزية والفارسية والتركية والبرتغالية، وسيصدر هذا العام ترجمة الفرنسية والانجليزية لسيرته الذاتية «رحلتي الفكرية»، كما ستصدر كتاب باللغة العربية والانجليزية والعبرية بعنوان «دراسات في الصهيونية».
ونال المسيرى عدة جوائز حيث حصل مؤخرا على جائزة «القدس» من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب حيث قضى ربع قرن في كتابة موسوعته الشهيرة «اليهود واليهودية والصهيونية»، كما كان يعد لموسوعة تتناول اسرائيل من الداخل بعنوان «الصهيونية واسرائيل».