اكد الكرملين امس ان الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيديڤ أعطى أوامره بانهاء العملية العسكرية في جورجيا.
وقال ميدڤيديڤ بحسب انترفاكس لوزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديكوف: «لقد حققنا هدف العملية.. واعيد فرض امن قوات حفظ السلام (الروسية) والسكان المدنيين».
وتلقت هيئة الاركان العامة الروسية القرار وقالت إن القوات الروسية ستبقى في مواقعها الحالية داخل جورجيا.
وقال الكولونيل جنرال أناتولي نوجوفيتسين في مؤتمر صحافي إنه في انتظار رد فعل من تبيليسي بخصوص أوامر ميدڤيديڤ وأضاف أن القوات الروسية سترد على أي «استفزاز» من القوات الجورجية.
هذا وقدم الرئيسان الروسي ديمتري مدڤيديڤ والفرنسي نيكولا ساركوزي أمس خطة سلام من 6 نقاط لتسوية النزاع بين موسكو وتبيليسي التي طلبت «مساعدة عسكرية» من حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو ستوافق على السلام مع جورجيا إذا سحبت قواتها إلى مسافة بعيدة عن حدود أوسيتيا الجنوبية وإذا وقعت تعهدا ملزما من الناحية القانونية بعدم مهاجمة الإقليم.
واتفق زعيم الكرملين ديمتري مدڤيديڤ والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- الذي زار موسكو من أجل الوساطة- على المبادئ الرامية لوقف الصراع المستمر منذ 5 أيام على الإقليم الجورجي الانفصالي.
وتتضمن المبادئ وقفا لإطلاق النار وتعهدا بنبذ استخدام القوة وضمانا لحرية مرور المعونات الإنسانية وسحب القوات إلى قواعدها. كما جرى التطرق للحاجة إلى تحديد مصير أوسيتيا الجنوبية في المستقبل.
وتسعى منطقة أوسيتيا الجنوبية للاستقلال.وعقب الإعلان عن هذه المبادئ قال لافروف للصحافيين «هذه المبادئ تجسد- من ناحية- مطالب روسيا للقيادة الجورجية ومن ناحية أخرى نواياها المتعلقة بوتيرة وأهداف عملية حفظ السلام التي تقوم بها في أوسيتيا الجنوبية».
وأوضح أن موسكو تسعى لتطبيق هذه المبادئ وأشار إلى أن عدم استخدام القوة وسحب القوات مطلبان رئيسيان.
وأضاف أن تعهد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي بعدم مهاجمة الإقليم عقب محادثاته أمس مع وزيري الخارجية الفرنسي والفنلندي في تبيليسي ليس كافيا.
وقال «حتى الآن وضع هذا الأمر في صورة سياسية غير رسمية.. سيتطلب الأمر التوقيع على معاهدة ملزمة قانونيا بشأن عدم استخدام القوة. وهذه قضية محورية».
وتابع ان على القوات الجورجية التي اندفعت إلى أوسيتيا الجنوبية لاستعادة سيطرة تبيليسي عليها أن تغادر المنطقة الحدودية. وأضاف «هذا شرط ملزم تماما بأنه يجب على الجانب الجورجي أن يسحب قواته ليس من أوسيتيا الجنوبية فقط بل ومن المناطق الأخرى في جورجيا التي يستطيعون منها قصف المنطقة».
وأبدى لافروف ثقته في أن ساركوزي الذي وصل إلى تبيليسي مساء أمس سيقنع ساكشفيلي بدعم الخطة. ولكنه قال إن روسيا التي أمرت قواتها في الإقليم بوقف إطلاق النار اليوم مستعدة للتعامل بحزم.
ولدى سؤاله عما سيحدث إذا رفضت جورجيا الموافقة على خطة السلام المؤلفة من 6 نقاط وتبناها الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ قال لافروف « سنكون مضطرين لاتخاذ تدابير أخرى لمنع أي تكرار للوضع الذي نشأ نتيجة للعدوان الجورجي السافر».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدڤيديڤ وحول خطة السلام، قال ساركوزي ان على الطرفين الالتزام بعدم اللجوء الى العنف ووقف المعارك بصورة نهائية، وضمان وصول المساعدات الانسانية، كما ان على القوات الجورجية العودة الى مواقعها الاعتيادية، وعلى القوات الروسية ان تنسحب الى الخطوط السابقة لاندلاع النزاع. كما اكد ساركوزي «استعداد» الاتحاد الاوروبي للمشاركة في قوة سلام في جورجيا.
واضاف ان هناك «التزاما روسيا بضمان واحترام سيادة جورجيا»، وهي مسألة «لا لبس فيها».
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي ان «الطريق مفتوح لاعادة الوضع الى طبيعته على مراحل في اوسيتيا الجنوبية»، معتبرا انه من الآن فصاعدا «كل شيء يتوقف على تبيليسي» التي وصلها ساركوزي مساء أمس لمواصلة الوساطة.
لكنه اتهم تبيليسي بالكذب عندما تقول انها ملتزمة بوقف اطلاق النار لأن مدفعية القوات الجورجية لاتزال تقصف رغم اعلانها التوقف عن ذلك. من جهة اخرى، اعلن الرئيس الروسي اليوم يوم حداد وطني على «ضحايا الكارثة الانسانية» في اوسيتيا الجنوبية.
مساعدة عسكرية أطلسية
الى ذلك، اعلنت جورجيا انسحابها من رابطة الدول المستقلة التي تضم 12 دولة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
كما طلبت «مساعدة عسكرية» من الحلف الاطلسي لاسيما لاستبدال نظام راداراتها الذي دمرته القوات الروسية، وذلك في اجتماع لممثلي دول الحلف في بروكسل.
واعلن الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر ان احتمالات انضمام جورجيا الى الحلف «لاتزال قائمة».
واعلنت الحكومة الجورجية انها قدمت للمحكمة الجنائية الدولية شكوى ضد روسيا بتهمة التطهير العرقي على الاراضي الجورجية «ذات السيادة في الفترة بين عام1993 وعام 2008».
من جانبه، اعلن النائب العام الروسي يوري تشايكا أمس ان القضاء الروسي سيجمع من سكان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا شكاواهم حول حصول جرائم حرب بحقهم ارتكبها مسؤولون جورجيون لارسالها الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وفي نيويورك، واصل اعضاء مجلس الامن الدولي أمس مباحثاتهم غير الرسمية حول مشروع قرار يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار رغم اعلان موسكو وقف العمليات العسكرية من جانبها.
ولم يعلن عن اجتماع رسمي للمجلس أمس. وكانت روسيا رفضت أمس الاول مشروع القرار قيد البحث.
وقال السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد ان اعلان روسيا وقف عملياتها الهجومية ضد جورجيا يعد تطورا «ايجابيا».
كما تستعد واشنطن لاتخاذ قرار بتقديم مساعدات اقتصادية الى جورجيا.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس ان العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في جورجيا «يجب ان تتوقف الآن»، داعية جميع الاطراف الى «وقف اطلاق النار».
وصرحت رايس للصحافيين في البيت الابيض عقب لقاء مع الرئيس الاميركي جورج بوش بانها ترغب في التأكيد على الدعم الاميركي «الواضح جدا لوحدة اراضي جورجيا وسيادتها».
قصمة الجيش الجورجي
ميدانيا، كان الوضع غامضا بعد ظهر الثلاثاء ففي حين اكدت جورجيا ان الروس يواصلون قصف القرى اتهمت روسيا الوحدات الجورجية باطلاق النار بطريقة «عشوائية».
واكد ضابط في هيئة أركان الجيش الروسي السيطرة على مطار سيناكي القريب من جمهورية ابخازيا الانفصالية في غرب جورجيا.
وقال مسؤول في تبيليسي ان جنودا روسيين مزودون بمدافع توجهوا الى منطقة أوسيتيا القريبة من ابخازيا.
من جهته، اعلن الامين العام لمجلس الامن في جورجيا الكسندر لومايا ان الجيش الجورجي تكبد خسائر جسيمة حيث دمرت القوات الروسية قسما كبيرا من سلاحه ومنها 3 سفن تابعة لخفر السواحل.
كما اكد متحدث باسم وزير الداخلية الجورجي تشوتا اوتياشفيلي ان القوات الجورجية انسحبت من ممرات كودوري التي تقع في ابخازيا الانفصالية.