دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يواجه ضغطا متزايدا للاستقالة امس الى الاستقرار السياسي والمصالحة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والامنية في البلاد.
لكن نداء مشرف لم يفلح فيما يبدو في وقف محاولات الحكومة الائتلافية لاجباره على التنحي وأعلن مسؤول باكستاني كبير أن الاستعدادات لمساءلة مشرف تمهيدا لعزله ستستمر اذا رفض الاستقالة.
ولم يشر مشرف الذي كان يتحدث في خطاب أذاعه التلفزيون بمناسبة عيد الاستقلال الى خطة الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو لعزله.
وفي اول تصريحات علنية منذ اعلن الائتلاف الحاكم الاسبوع الماضي خطته لمساءلة الرئيس امام البرلمان بهدف اقالته لم يشر مشرف كذلك الى النداءات الواسعة النطاق التي تدعوه للتنحي.
وقال: «اذا اردنا وضع اقتصادنا على الطريق الصحيح ومكافحة الارهاب فسنحتاج حينئذ للاستقرار السياسي.
وما لم نحقق الاستقرار السياسي اعتقد اننا لا يمكن ان نحارب (الارهابيين) بطريقة سليمة».
وتحيط بمشرف ازمة سياسية منذ العام الماضي زادت بواعث قلق الولايات المتحدة وحلفائها بشأن الاستقرار في باكستان وهي بلد مسلم مسلح نوويا يمثل ايضا ملاذا لاختباء زعماء القاعدة.
ووصل مشرف الى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999 لكنه يشعر بالعزلة منذ ان خسر حلفاؤه الانتخابات في فبراير الماضي.
وتزايدت التكهنات بأن مشرف سيتنحى بدلا من مواجهة المساءلة البرلمانية لكن متحدثا باسمه نفى ذلك.
وزاد غموض الموقف من قلق المستثمرين وتراجعت العملة الباكستانية الروبية الى مستوى متدن جديد أمام الدولار امس الاول وتراجعت الاسهم قرب ادنى مستويات منذ عامين.
وفي اشارة الى الروبية قال مشرف ان هروب رأس المال يجب ان يوقف. وكان مشرف يتحدث بعد منتصف ليل امس الاول بقليل مع بدء احتفال باكستان بذكرى تأسيسها عام 1947 بعد تقسيم الهند التي كانت تحكمها بريطانيا.
وقال الرئيس الباكستاني انه لابد من وأد الخلافات.
واضاف «الاستقرار السياسي.. من وجهة نظري.. يمكن تحقيقه فقط من خلال نهج للمصالحة كبديل للصدام».
وبدأت شعبية مشرف في التبدد العام الماضي حين اصطدم مع القضاة وفرض حكم الطوارئ لفترة قصيرة لضمان فوزه بفترة رئاسية جديدة.
وبعد ساعات من كلمة مشرف قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وهو زعيم كبير لحزب بوتو في كلمته بمناسبة عيد الاستقلال ان حكومته تؤمن بالمصالحة بين الاحزاب السياسية.
ولم يشر جيلاني الذي يرأس ائتلافا معارضا للرئيس الباكستاني تشكل بعد انتخابات عامة في فبراير الى مشرف ولم يرد بصورة مباشرة على ندائه.
لكن في اشارة مغلفة لمشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1999 قال جيلاني: «حقبة القمع انتهت للابد.
الدكتاتورية اصبحت قصة من الماضي».
وصرح فرحة الله بابار المتحدث باسم حزب بوتو وهو عضو في الفريق الذي يعد لمساءلة مشرف بأن الرئيس الباكستاني يجب ان يتنحى.
وقال: «من أجل المصالحة السياسية على الجنرال مشرف ان يتنحى، «عملية المساءلة.. تمضي في المسار الصحيح».
وتحدث جيلاني ايضا عن الحملة ضد الجماعات المتشددة وقال انه لابد من مواجهة المشكلة.
8 قتلى في تفجير انتحاري
واضاف: «الحرب ضد التطرف والارهاب هي حرب من اجل بقائنا».
وفيما يؤكد التهديد وقع هجوم انتحاري بقنبلة على الشرطة بعد قليل من بدء الاحتفالات الصاخبة بعيد الاستقلال. وقتل الهجوم 8 اشخاص في مدينة لاهور الشرقية.
وقال ضابط في الشرطة لوكالة فرانس برس ان القتلى الـ 8 هم 5 شرطيين و3 مدنيين.
واضاف الضابط: جرح ايضا 29 شخصا بينهم 12 شرطيا.
وقتل مئات من الناس بينهم افراد كثيرون من قوات الامن في موجة من الهجمات منذ العام الماضي.
ومع تزايد الضغوط على مشرف يثور سؤال حاسم حول موقف الجيش من التطورات.
وقال زعماء الائتلاف الثلاثاء الماضي ان الجيش الذي حكم البلاد اكثر من نصف سنوات استقلالها لن يتدخل لمساندة قائده السابق.