قال مراسل فضائية «الميادين» واصفا الأحداث في محيط السفارة الأميركية بمنطقة البحيرة في العاصمة التونسية التي أفرزها الفيلم المسيء للإسلام ونبيه الكريم، إن «مصادر أمنية خصته بتفاصيل مثيرة أسرت له بأن السفير الأميركي كان متواجدا في السفارة عندما طوقتها جموع الغاضبين قبل أن تنجح في التسلل إليها رغم المقاومة الشديدة لرجال الأمن، وأن السفير أنقذ من الحصار بعدما ارتدى متنكرا، لباس القوات الأمنية التونسية».
وفي هذا الصدد يكتب الكاتب التونسي عبد الرزاق قيراط: «فاجأنا وجود السفير في مقر عمله في تناقض عجيب مع الإجراءات الوقائية التي يتخذها الأميركيون عادة حين تكون حياتهم في خطر».
وتفسير ذلك البقاء، بحسب قيراط، يحتمل كل التأويلات بما في ذلك مزاعم التواطؤ التي يسوق لها حزب نداء تونس، فلعل السفير سقط في نفس الفخ الذي سقطت فيه السلطات التونسية واتفق أو «تواطأ» مع الذين غرر بهم ليتسلم رسالة الاحتجاج التي ذكرها وزير الصحة، أملا في تقديم أسلوب حضاري للاحتجاج من مهد الربيع العربي يكون قدوة للمتظاهرين الغاضبين في العواصم الإسلامية، لكن الذي حدث بحسب القيراط في مقاله في صحيفة القدس العربي، هو اقتداء التونسيين بجماعات العنف التي خرجت في أرجاء العالم لتعبر عن غضبها بالحرق والنهب، فأساءت بدورها إلى الإسلام وناقضت تعليماته التي تدعو إلى التسامح وكظم الغيظ والإعراض عن الجاهلين وعدم الخوض مع الخائضين الذين يستهزئون بمقدساتنا حتى يخوضوا في حديث غيره.
مساعدو أوباما سرّبوا تفاصيل عملية مقتل بن لادن
من جهة أخرى أعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تفاصيل جديدة ومثيرة بخصوص العملية التي تمكنت من خلالها من قتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، حتى في الوقت الذي تهدد فيه بتوجيه تهم جنائية ضد أحد أفراد فريق «سيل» التابع للبحرية الأميركية بسبب كشفه عن نفس نوع المهمة في كتابه الذي صدر أخيرا.
وأظهر تحقيق أجرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أن عدة تفاصيل ورد ذكرها في الكتاب «ما من يوم سهل no easy day» قد ظهرت بالفعل مطبوعة استنادا إلى مقابلات أجريت مع مسؤولين في الإدارة الأميركية من مساعدي الرئيس وستدرج في فيلم جديد وفي كتاب آخر.
وربما ظهر الوصف الأكثر تفصيلا للعملية في مقال تم نشره عام 2011 في مجلة النيويوركر بناء على مقابلات أجريت مع مسؤولين بالبيت الأبيض. وقال مصدر مقرب من فريق «سيل»، الذي نفذ العملية في مايو عام 2011، إن أفراد الوحدة أخبروا بعد نشر المقال بأن تلك الرواية بنيت، بشكل جزئي، على مقابلة مصرح بها مع أحد المسؤولين الذين قاموا بالتخطيط لتلك المهمة.
ولفتت كذلك واشنطن تايمز إلى أن رسائل بريد إلكتروني خاصة بالإدارة الأميركية تم الكشف عنها الشهر الماضي في قضية حرية معلومات كشفت عن وجود تعاون استثنائي بين مخرجين يعملون بفيلم عن الغارة التي أسفرت عن مقتل بن لادن والمسؤولين السياسيين. وأوضحت الرسائل البريدية أن شخصا واحدا على الأقل ممن شاركوا في الغارة قد أجرى مقابلات مع مخرج وكاتب الفيلم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتابا سيصدر قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في السادس من شهر نوفمبر المقبل، سيسرد بالتفصيل الغارة التي استهدفت بن لادن خطوة بخطوة.
وطبقا لما نقلته الصحيفة عن المصدر المقرب من فريق «سيل»، فإن المعلومات التي سيوردها ذلك الكتاب قد استمدت من التعاون الذي تم مع البيت الأبيض. هذا ويواجه مات بيسونيت، مؤلف كتاب «ما من يوم سهل»، وهو عضو سابق بفريق «سيل» كان يستخدم اسم مارك أوين، تهديدات من قبل الپنتاغون بأن تتم ملاحقتهم بتهم جنائية باعتباره أول من كشف عن معلومات خاصة بعملية تصفية بن لادن.
واتهم جورج ليتل، ناطق باسم وزير الدفاع بيون بانيتا، بيسونيت بتورطه في إفشاء أسرار. بينما رد محامي بيسونيت في خطاب بقوله إن الكتاب لا يحتوي على أي معلومات سرية وان موكله لم يخرق اتفاق عدم الكشف الذي يدعو للمراجعة قبل النشر.