عمدت وزارة الخارجية الاميركية المستاءة لان رسالتها المنددة بالفيلم المسيء للإسلام لا تسمع جيدا، الى التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي والاعلانات التلفزيونية في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاجات العالمية.
وبدأت السفارة الاميركية في اسلام اباد هذا التحرك، عبر انتاج اعلان تلفزيوني مدته 30 ثانية تم بثه على الشبكات السبع في باكستان في محاولة للفصل بين الحكومة الاميركية والفيلم المثير للغضب. كما بثت لقطات مجمعة لمواطنين اميركيين يدينون فيلم «براءة المسلمين» وهو فيلم هاو يعتقد ان مسيحيين متشددين أقباط وأميركيين انتجوه في الولايات المتحدة ويسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وانفق مبلغ 70 ألف دولار لبث الاعلان الذي يظهر فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على ما اعلنت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند.
وقالت نولاند للصحافيين «بعد ظهور الفيلم برزت مخاوف في الكثير من الهيئات السياسية بما في ذلك في باكستان وتساؤلات ان كان يمثل رأي الحكومة الاميركية».
وتابعت «لذلك من اجل ضمان الوصول الى اكبر عدد من الباكستانيين حيث بلغ حوالى 90 مليونا في هذه الحال مع هذه الاعلانات، بدا ان هذه افضل طريقة لتحقيق الهدف».
وقالت نولاند ان اعلانات تلفزيونية مماثلة استخدمت في السابق على غرار عام 2005 في باكستان في اعقاب زلزال ضخم. لكنها لم توضح ان كانت الاعلانات ستبث في دول اخرى.
وحتى قبل الموجة الاخيرة من الغضب ضد الاميركيين سعى اوباما الى رأب الصدع مع العالم الاسلامي الناجم عن اجتياح الادارة الاميركية السابقة العراق عام 2003.
وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني لمحطة سي ان ان امس الأول «اعتقد ان ما نحتاجه هو المزيد من التسامح حيال آرائنا المتبادلة».
واوضحت «علينا ان نمنح بعضنا البعض مساحة متبادلة كي نتمكن من اثبات ما يرتدي اهمية ثقافية ودينية لكل منا.. عوضا عن تبادل الاحكام بهذا الشأن». لكنها تطرقت الى الضمانات الثابتة في الدستور الاميركي. وقالت «اعتقد انه لا يكفي القول انها حرية التعبير لذا ينبغي اجازتها. اعتقد انه اذا اثار عمل ما تحركات ضد مواطنين اميركيين في اي مكان حول العالم ربما ينبغي التفكير في مدى الحرية المقبول».
في خطوة منفصلة انتجت السفارة الاميركية في اسلام اباد فيديو نشرته على يوتيوب يظهر فيه اميركيون عاديون يدينون الفيلم المسيء.
وقالت نولاند ان الفكرة انبثقت من سفارات اخرى اشارت الى انه بالرغم من التنديدات على مستوى رفيع مازال الكثيرون «يعتقدون ان الشعب الاميركي يكن صورة سلبية للإسلام».
لكن بدا ان ايا من الخطوتين لم تجديا نفعا حيث تواجه آلاف المتظاهرين مع الشرطة قرب منطقة السفارات في اسلام اباد في مشاهد فوضى ادت الى جرح 50 شخصا على الاقل. وأقرت نولاند بضرورة تحقق الوزارة من مدى فاعلية محاولات تواصلها.
وقالت «علينا التدقيق في الوسائل التي استخدمناها لضمان توضيح موقف الحكومة الاميركية للشعوب حول العالم، وان كانت فعالة».
ويتضمن الاعلان مقتطفات من خطابات لاوباما وكلينتون بعد انطلاق العنف الاسبوع الفائت في نحو 20 بلدا بما فيها ليبيا حيث قتل السفير الاميركي وثلاثة من مواطنيه، وقال مسؤول باكستاني رفيع ان بعض القنوات الباكستانية بثت الاعلان من دون مقابل فيما اعتبرته محطات اخرى اعلانا عاما مدفوع الاجر.