قالت هيلاري كلينتون، المرشحة السابقة لنيل دعم الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بأنها تؤيد «بفخر» منافسها السابق باراك أوباما، وذلك في الخطاب الذي ألقته ليل امس الاول أمام المؤتمر العام للديموقراطيين بمدينة دنفر.
حالة الانقسام
وسعت كلينتون إلى إنهاء حالة الانقسام بين جمهورها وجمهور أوباما، والذي تزايدت حدته إثر امتناع الأخير عن اختيارها للترشح إلى جانبه في منصب نائب الرئيس، وصب في مصلحة خصمهما الجمهوري، جون ماكين، فقالت إن الأوان آن لاسترداد البلد الذي نحبه، ولتوحيد الصفوف مجددا.. لا لماكين بأي وسيلة، الأمر الذي قابله الحضور بالوقوف والتصفيق المطول.
وكان العديد من الخبراء يترقبون كلمة كلينتون لمعرفة مستوى الدعم الذي ستقدمه لأوباما بعد «صفعة» نائب الرئيس، ورأى معظمهم أن زوجة الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، أبدت تأييدا غير متحفظ لمنافسها السابق، الذي واجهته في منافسات شرسة لم تضع أوزارها إلا في السابع من يونيو الماضي.
إيقاف النزيف
وأكدت كلينتون على ضرورة وحدة صف الديموقراطيين ووقف النزيف الداخلي الذي يرى المراقبون أنه يصب في صالح المرشح الجمهوري، جون ماكين، إذ قالت: «نحن ضمن فريق واحد ولا أحد منا يمكنه تحمل كلفة الوقوف جانب» في رسالة لملايين الناخبين المؤيدين لها، ممن أظهروا الرغبة في الاقتراع لماكين أو مقاطعة التصويت.
أضافت بلهجة حازمة: «لا لماكين بأي وسيلة.. أوباما هو مرشحي، ولابد من أن يكون الرئيس».
وركزت كلينتون في كلمتها على نقاط الخلاف التي تفصلها عن ماكين، فرغم أنها وصفته بأنه «صديق وزميل» عادت لتقول: «يعتبر مــاكين أن الاقتصاد سليم، وهــــو بالتالي لا يفـــــكر فــــي 47 مليون أميركي دون تأمــــين صحي، إنه يريد خصخصة خدمات التأمين».
المرأة الاميركية
وتابعت: نحن في العام 2008، ومازال ماكين يعتقد بأن عدم تلقي المرأة أجرا مساويا للرجل في العمل مسألة مقبولة.
هذا يجعل اجتماعه و(الرئيس الأميركي جورج) بوش الأسبوع المقبل أمرا منطقيا، لأنه من الصعب التفريق بينهما، في إشارة إلى المؤتمر العام المرتقب للحزب الجمهوري.
وسارع الناطق باسم حملة ماكين، تاكر باوندز، إلى الرد على مواقف كلينتون بالإشارة إلى أنها «لم تذكر في خطابها مطلقا أن أوباما مستعد للقيادة»، وهي النقطة المركزية في نقدها له طوال فترة التنافس السابق بينهما.
واعتبر أن هذه المسألة «ما تزال تشغل بال ملايين الأميركيين والداعمين لكلينتون».
يذكر أن المسح الأخير لشبكة سي ان ان كان قد أظهر أن 66% من الديموقراطيين المسجلين على لوائح الحزب ممن يدعمون كلينتون، يعتزمون التصويت لأوباما، وذلك بتراجع عن نتائج يونيو الماضي، عندما أظهر 75% منهم ذلك، بينما ارتفعت نسبة الذين قرروا الاقتراع لماكين من 16 إلى 27%.
لا وجود لمؤامرة
الى ذلك وبعد ان اثار اعتقال ثلاثة رجال احدهم مسلح وآخر معروف بتعاطفه مع المؤيدين للنازية في دنفر، مخاوف من اعتداء على باراك اوباما نفت السلطات وجود اي مؤامرة لاغتيال المرشح الديموقراطي.
وقال المدعي الفيدرالي الاميركي تروي ايد «اجرينا تحقيقا معمقا ودرسنا كل الفرضيات تهديد مرشح للبيت الابيض جريمة فيدرالية خطيرة جدا لكن في هذه الحالة لا ادلة كافية على ان الامر يشكل تهديدا حقيقيا او ان هناك مؤامرة ضد السيناتور» اوباما.
واضاف ايد في مؤتمر صحافي ان المعتقلين اطلقوا خلال استجوابهم تهديدات وشتائم عنصرية ضد اوباما لكن «يجب التمييز بين الشتائم العنصرية» ووجود محاولة للتآمر يمكن تصديقها، واوضح ان التحقيق لم ينته بعد، مشيرا الى ان الرجال الثلاثة مدمنون على المخدرات.
بداية القضية
وبدأت القضية الاحد الماضي عندما اوقفت الشرطة سيارة كانت تشتبه بان سائقها في حالة سكر، وعثرت الشرطة في السيارة على بندقيتين وسترة واقية من الرصاص وجهاز اتصال لاسلكي وذخائر ومخدرات قوية جدا.
وادى اعتقال السائق الى توقيف شخصين اخرين احدهما شخص من اصحاب السوابق ومعروف بتأييده للنازيين الجدد، واوضحت محطة تلفزيون محلية ان هؤلاء الاشخاص كانوا يخططون لاغتيال اوباما اليوم (الخميس) خلال القائه كلمته في مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر، وتطوق وحدات من الشرطة مدينة دنفر حيث يعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره الوطني وسط اجراءات امنية مشددة.
ويشاهد رماة القوات الخاصة على اسطح المباني المطلة على مكان انعقاد المؤتمر بينما يخضع الذين يريدون دخول المجمع لعمليات تفتيش دقيق ويفترض ان يقدموا بطاقاتهم الممغنطة.