شارك الآلاف من المواطنين الإيرانيين أمس في مسيرات بجميع أنحاء البلاد، وذلك للاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لواقعة الاستيلاء على مقر السفارة الأميركية بطهران.
وذكرت قناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية أن المواطنين نزلوا لشوارع العاصمة الإيرانية منذ الساعات الأولى من صباح أمس للمشاركة في مسيرات حاشدة احتفالا بهذا اليوم الذي يعتبره الإيرانيون تاريخيا ويطلقون عليه اسم «13 آبان» أو «يوم الطلبة».
وكانت مجموعة من الطلبة الجامعيين الإيرانيين قد قاموا في الرابع من نوفمبر عام 1979 باقتحام مقر السفارة الأميركية في طهران بعد أن وصفوها بأنها «وكر الجاسوسية» واعتبروا أن واشنطن تحيك مؤامرات ضد الشعب الإيراني والثورة الخمينية في ظل عجز الحكومة المؤقتة آنذاك.
من جهة أخرى دعا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الولي الفقيه لنظام الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، إلى العمل بوظائفه القانونية، والاستمرار في دعمه مقابل خصومه السياسيين، خصوصا الأخوين صادق وعلي لاريجاني اللذين يرأسان القضاء والبرلمان في إيران.
ووجه أحمدي نجاد خطابا إلى خامنئي، نشر امس الاول على موقعه الرئاسي، ردا على دعوة الأخير قادة السلطات الثلاث إلى الكف عن الشجار العلني، وحذر خامنئي كل من يستغل مشاعر الجماهير من أجل بث الخلافات قائلا: «إنه بالتأكيد يرتكب خيانة بحق البلاد».
وجاءت رسالة أحمدي نجاد إلى خامنئي مختلفة تماما عن رسالتين مماثلتين بعث بهما رئيسا القضاء والبرلمان للمرشد ردا على دعوته تلك، حيث أكد كلاهما «طاعته المطلقة لتعليمات الولي الفقيه».
وكتب أحمدي نجاد مخاطبا الولي الفقيه المرشد، مكررا ما كان كتبه مؤخرا حول صلاحياته الرئاسية، إلى صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية، الذي عارض زيارة تفقدية كان أحمدي نجاد يعتزم القيام بها إلى سجن إيفين، محاولا التشكيك في صلاحيات الرئيس، «إنني واثق أن حضرتكم تؤكدون حمايتكم الكاملة للدستور وخاصة حقوق الشعب الأساسية، وأيضا حفظ المنزلة الرفيعة لرئيس الجمهورية المنتخب من الشعب وكونه أرفع منصب رسمي بعد القائد، والمنفذ للدستور، وأنكم تعارضون أي عمل من شأنه أن يخدش صلاحياته ومسؤولياته الهامة».
وكان خامنئي قال الثلاثاء، أثناء لقائه جمعا كبيرا من أفراد ميليشيا المتطوعين الإيرانيين «الباسيج» في طهران، إنه من المضر «الخلاف بين المسؤولين، والأسوأ هو جر ذلك إلى الناس. إنني أحذر المسؤولين ورؤساء السلطات من ذلك، وأؤكد لهم ألا يثيروا الخلافات بين الناس».
وقال أحمدي نجاد ردا على خطاب خامنئي، الذي تضمن عتابا له: «إن تحذيركم جاء في الوقت المناسب، والحكومة كعادتها ستجعل كل اهتمامها في الخدمة، متمسكة بالمبادئ والقيم الثورية في حماية حقوق الشعب الأساسية، وبسبب مسؤولياتها الخطيرة فإنها ستتجنب القال والقيل، ولن ترحب بالاحتكاكات الداخلية، وستتحمل بصبر، كما في السابق، كل هذه القسوة من أجل مصالح البلاد».
وجاءت رسالة أحمدي نجاد أطول من رسالتي الأخوين لاريجاني إلى المرشد، محذرا هو الآخر من «دور الأعداء والمغرضين» في إضعاف موقعه الرئاسي كثاني شخص في البلاد.