شارك الآلاف من سكان إقليم التبت في احتجاج ضد الحكم الصيني عقب قيام شاب آخر بحرق نفسه أمام حشد في دير ببلدة غربي الصين.
وذكرت منظمة «التبت الحرة»، ومقرها لندن، وحكومة التبت في المنفى بالهند أمس أن التبتيين احتشدوا أمس الأحد قرب دير في بلدة لونجو، أو «رونجو» كما يسميها التبتيون، بإقليم كينجاي.
وأفادت التقارير بأن الفنان التبتي دورجي لهوندوب (حوالي 25 عاما) أضرم النار في نفسه فوق تل قريب من الدير بعد فجر أمس الأول بقليل.
وأظهرت صور نشرت على الانترنت حشدا جرى تنظيمه على ما يبدو من مئات الأشخاص، بينهم مجموعة من الرهبان جلسوا في مقدمة الحشود لمشاهدة حرق الشاب لنفسه.
ونقل الرهبان جثة دورجي لهوندوب إلى داخل الدير بعد وفاته، واحتشد الآلاف من سكان الإقليم في وقت لاحق أمس للمشاركة في مراسم دفنه.
ونقلـت إذاعــة «آسيــا الحــرة» ـ ومقرها الولايات المتحدة ـ عن مصادر لم تسمها القول إن مراسم الدفن نظمت على عجل «لمنع السلطات الصينية من التدخل في المراسم».
وذكرت الإذاعة أن سكان التبت رددوا خلال الجنازة صرخة حرب تبتية، فيما قال أفراد عائلة الشاب إنه أضرم النار في نفسه «ليحمي مصلحة التبت» ودعوا الى عودة الدالاي لاما، الزعيم البوذي التبتي المنفي، إلى الاقليم.
ونقلت «التبت الحرة» عن تبتيين محليين القول إنهم «يخشون الخروج» بعدما بدأ رجال الأمن دوريات في البلدة حيث فرضوا قيودا على تحركات السكان عقب حادث حرق الشاب لنفسه. وأفادت بأن خدمات الانترنت والهواتف المحمولة «قطعت لمنع انتشار المعلومات».
وقالت حكومة التبت في المنفى إنها «شعرت بحزن عميق» لحادث إحراق الشاب نفسه، وانها تؤيد نداء وجهته مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الجمعة الماضية للصين من أجل «معالجة المظالم (التبتية) التي طال مداها».
وقال المتحدث باسم حكومة التبت في المنفى، كالون ديكي تشهويانج: «ندعو الحكومة الصينية بقوة إلى الاستجابة للنداء العاجل الذي وجهه لها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإيجاد حل دائم لمشكلة التبت».
وقال مدير منظمة التبت الحرة، ستيفاني بريجدين، أمس إن «سياسات الصين في التبت قد أخفقت».
وأوضح أن «الاحتجاجات في التبت تصاعدت قبيل تغيير القيادات (الصينية)»، وذلك في إشارة لمؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين المقرر الخميس المقبل لتمهيد الطريق لأول تغيير في القيادات منذ عشرة أعوام.
وقال بريجدين إنه «ينبغي على الجيل التالي من قيادات الحزب الشيوعي اغتنام الفرصة لتبني سياسات مختلفة عن محاولات إرساء الاستقرار بالقوة».