أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع اناتولي سرديوكوف على خلفية فضيحة احتيال، في اجراء يشكل اكبر تعديل للحكومة منذ عودته الى الكرملين لولاية رئاسية ثالثة.
واستبدل بوتين سرديوكوف الذي كان يطبق اصلاحا عسكريا يدعمه الكرملين لكنه لا يحظى بالشعبية، بحاكم منطقة موسكو وحليفه سيرغي شويغو.
وصرح بوتين خلال اجتماع مع شويغو بأن سرديوكوف اقيل من مهامه لافساح المجال امام تحقيق دقيق في فضيحة عقارات تقدر بمائة مليون دولار تورطت فيها شركة تابعة لوزارة الدفاع.
وقال بوتين «نظرا للوضع في وزارة الدفاع، اتخذت قرارا باقالة سرديوكوف بهدف تأمين الشروط اللازمة لاجراء تحقيق موضوعي في كل المسائل».
وتتزامن اقالة وزير الدفاع مع قيام الكرملين بزيادة النفقات العسكرية بشكل كبير، ويقول خبراء ان ذلك سيكون على حساب تمويل التعليم والرعاية الطبية.
وتابع بوتين ان الوزير الجديد يجب ان يكون «شخصا قادرا على مواصلة التنمية الحيوية للقوات المسلحة وان يقوم بمشتريات الدفاع والمشاريع الضخمة لاعادة تسليح الجيش والاسطول التي تم طرحها».
وقال بوتين متوجها الى شويغو «يمكنك ان تكون ذلك الرجل».
وفي السابق، قاوم بوتين مرارا نداءات من الجيش تطالب برحيل سرديوكوف بسبب حملة اصلاح الجيش.
وسرديوكوف هو صهر فيكتور زوبكوف نائب رئيس الوزراء السابق والحليف القديم لبوتين.
كما تأتي الاقالة في فترة حساسة تشهد فيها العلاقات مع واشنطن توترا فالولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية بينما يواجه بوتين تظاهرات تشكل تحديا غير مسبوق من الداخل.
وتوقع بعض المراقبين ان يقوم بوتين باقالة سلفه في الكرملين ديمتري مدفيديف بينما تتعالى اصوات المعارضة ضد الحكومة.
وفي 25 اكتوبر، قام محققون روس بتفتيش مكاتب شركة تابعة لوزارة الدفاع بعد فتح تحقيق جنائي في فضيحة عقارات تقدر بمائة مليون دولار. واستدعى بوتين انذاك سرديوكوف وهو احد الاشخاص الثلاثة الذين يعرفون شيفرات اطلاق الصواريخ النووية، واثار على الفور تساؤلات حول مستقبله.
ومما زاد من احراج سرديوكوف هو انه عندما توجه المحققون الى منزل واحدة من المشتبه بهم الشهر الماضي فوجئوا برؤية وزير الدفاع نفسه هناك، حسب موقع لايف نيوز.ار يو الموالي للكرملين.
وكانت المشتبه بها وتدعى يفغينيا فاسيليفا وهي المديرة السابقة لهيئة عقارية تابعة لوزارة الدفاع تقيم في شقة فاخرة ولديها مجموعة من مئات المجوهرات ضبطتها قوات الامن.
ولم يتبين ما كان سرديوكوف يقوم به في شقتها.
واكد مسؤولون وجود المجوهرات لكنهم تستروا على وجود الوزير السابق في شقتها.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تعزز شوكة العسكريين المتعنتين داخل الجيش الروسي.
يذكر أن ضباطا بارزين في الجيش الروسي وجهوا اتهامات للرئيس الأسبق لمصلحة الضرائب، سيرديوكوف، بأنه كمدني ليس لديه خبرة عن جيش دولة عظمى مثل روسيا.
ويشتبه في أن شركة «أوبورون سيرفيس» اختلست نحو 80 مليون يورو عبر صفقات عقارية.
ولا يستبعد المتحدث باسم سلطات التحقيق، فلاديمير ماركين، استدعاء سرديوكوف للتحقيق بسبب فداحة الاتهامات.
وكان سرديوكوف أثار غضب العديد من العسكريين داخل الجيش الروسي بسبب خططه الإصلاحية التي ستقلص حجم الجيش من 8ر2 مليون جندي إلى نحو مليون جندي، إلى جانب تقليص الهرم القيادي داخل الجيش وتزويده بعتاد حديث.
ويتشكك الخبراء في إمكانية إتمام تلك الإصلاحات كما كان مخططا لها بحلول عام 2020.