أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس انه ليس لدولة قطر أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في أي دولة عربية أو غير عربية.
وقال الشيخ حمد في كلمة افتتح بها الدورة الـ 41 لمجلس الشورى «ليس لدينا تصور على الاطلاق عما يجب ان يكون عليه نظام الحكم في أي دولة أخرى».
واستدرك بالقول: «ولكن ما أثار حنق بعض أصوات الماضي هو أمران أساسيان الأمر الأول هو اننا وقفنا مع الشعوب المظلومة حينما تعرضت للقمع الوحشي الى درجة لا يمكن احتمالها ولا يجوز الصمت بشأنها وثانيا ان في دولة قطر رؤية وإعلاما عربيا مستقلا لا يمكنه ألا يغطي الأحداث بموضوعية».
وأوضح انه لم يكن ممكنا ان تنطلق دول الربيع العربي نحو سيادة القانون وحقوق المواطن والرخاء والحكم الرشيد من دون تجاوز مرحلة الاستبداد مهما كانت تعقيدات المرحلة الانتقالية التي تمر بها.
وأثنى الشيخ حمد على التغيرات التي شهدتها مصر، قائلا انها «تشق الآن طريقها نحو التحول الديموقراطي والتطور الاقتصادي.. وحين تنهض مصر ستنهض معها الآمة العربية كلها».
وقال ان النظام التمثيلي الديموقراطي في تونس قطع شوطا في اعداد دستور جديد وفي بناء تيار مركزي يؤكد على المواطنة كعقد اجتماعي وكذلك الأمر في ليبيا.
وأضاف «اما في اليمن الشقيق فإننا نتضامن مع الشعب اليمني وجهوده في الانتقال الى الديموقراطية مع معرفتنا بتعقيدات الأوضاع هناك وثقتنا بقدرة الشعب اليمني وقواه السياسية وحكمة أبنائه في تجاوز المصاعب».
وشدد الشيخ حمد في كلمته على ان معاناة الشعب السوري طالت مع أن العالم كله يدعم مطالبه العادلة. وأكد في هذا السياق مسؤولية مجلس الأمن عن استمرار معاناة الشعب السوري، مضيفا: «كما ونحمل الجامعة العربية مثل هذه المسؤولية بل ونحملها مسؤولية أعظم».
وشدد على القول «في هذه الظروف العربية المعقدة تبقى قضية فلسطين قضية العرب المركزية وان بدا وكأنها أقصيت جانبا لانشغال الشعوب العربية بأوضاعها وحقوقها».
واستدرك بالقول: «ولكن علينا أن نذكر أن فلسطين كانت في قلوب الشعوب العربية حين خرجت للمطالبة بالتغيير وأن تقاعس الأنظمة العربية تجاه قضية فلسطين هو أحد أسباب الغضب الشعبي».
وأضاف: «ضرورة ألا تنسى ذلك حكومة إسرائيل التي تعمل بقصر نظر عندما تستغل هذه الأوضاع لتكثيف الاستيطان.. بل وخطر مقترح رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو الخاص بتعديل وضع الضفة الغربية الى ارض غير محتلة بحيث يصبح الاستيطان فيها خاضعا رسميا للقانون الاسرائيلي من دون الأخذ بعين الاعتبار وضعها الدولي كمنطقة محتلة». ورأى ان مصائر الشعوب لا تحدد بقرار إسرائيلي وليس من حق إسرائيل أن تحدد مصير الأراضي التي تحتلها.
وأكد الشيخ حمد ان المستوطنات الإسرائيلية كلها غير شرعية بغض النظر عما تطلق عليها الحكومة الإسرائيلية من تسميات وهو ما ينطبق على القدس والجولان ومزارع شبعا.
ودعا أمير دولة قطر الفلسطينيين للمصالحة وتوحيد جهودهم في إعادة بناء منظمة التحرير وفي توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة بالذات.
وقال «ان حالة الانقسام لم تعد مفهومة لأحد ولابد من تجاوزها.. فلا توجد عملية سلام يمكن الانقسام حولها.. ولا توجد إستراتيجية تحرير مقاومة يمكن الانقسام حولها».
وتابع بقوله «القضية الآن هي الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على مركزية قضية فلسطين عربيا ودوليا ومنع إسرائيل من استغلال الفراغ القائم.. وعلى هذا يتوحد الفلسطينيون.. ومن هنا لا نرى خلافا سوى خلافات نظرية قياسا بأوضاع الشعب الفلسطيني ولا تبرر انقساما».
وفي الشأن الخليجي أكد الشيخ حمد مواصلة دولة قطر جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية على المستويات السياسية والاقتصادية وفي تطوير آليات عمل المجلس.
وقال «دعمنا مؤخرا مبادرة أخي خادم الحرمين الشريفين في تحقيق الوحدة على أساس الروابط الأخوية والقواسم المشتركة التي تجمعنا». واضاف «ونحن إذ نشيد بهذه المبادرة الكريمة ونشكر خادم الحرمين الشريفين عليها نرى أنه بالإمكان البدء فعلا بتوحيد العملة الخليجية والتنسيق في قضايا الأمن المشترك أما بالنسبة لحرية حركة المواطنين بين الدول فقد أنجزنا الكثير حتى الآن».
وأعرب عن اعتقاده بأن تلك الأهداف هي أهداف ممكنة وواقعية إذا توافرت الإرادة الصادقة لتحقيقها.
وفيما يتعلق بأمن دول الخليج أكد حرص دولة قطر على رفض حل الخلافات بالقوة وان يكون حلها دائما بالحوار.
ورأى أن حل أي خلافات مع ايران يجب أن يكون بالحوار وبالطرق السلمية.