سجل المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية السيناتور باراك اوباما اكبر تراجع في استطلاعات الرأي امام منافسه السيناتور جون ماكين بالرغم من نشوب نزاعات داخل حملة المرشح الجمهوري.
ووفقا لأحدث استطلاع للرأي اجرته رويترز وسي ـ سبان ومعهد زغبي ونشرت نتائجه امس تمكن ماكين من تقليص الفارق مع اوباما بمقدار 5 نقاط مئوية.
ولكن التقدم بقي لصالح اوباما بواقع 49 إلى 44% على منافسه بين ناخبين اميركيين محتملين في الاستطلاع الذي يجرى بشكل يومي ويبلغ هامش الخطأ فيه 2.9%.
وتراجع تقدم اوباما خلال الايام الثلاثة الماضية بعد وصوله الى 12 نقطة يوم الخميــس الفائــت.
مكين يحذر من سيطرة الديموقراطيين
ويحاول ماكين اخافة الاميركيين من احتمال تفرد الديموقراطيين بالسلطة اذا كان الفوز حليفهم في انتخابات الرئاسة بعد ان كان حليفهم في الانتخابات التشريعية.
وأثار المرشح الجمهوري امس الاول احتمال سيطرة الديموقراطيين بشكل تـــام على واشنطـــن معتبـــرا ذلــك مبررا لانتخابـــه وعدم انتخاب منافســـه الديموقراطي اوبامـــا.
واستخدم ماكين هذه الذريعة في محاولة لتغيير صورة انتخابية قاتمة في وقت يجد فيه صعوبة في الدفاع عن نيو مكسيكو وغيرها من ولايات الغرب التي تصوت عادة للمرشح الجمهوري والحيلولة دون سقوطها لصالح اوباما.
وقال ماكين إن سيطرة الديموقراطيين على البيت الابيض مع وجود مجلس النواب تحت رئاسة نانسي بيلوسي من ولاية كاليفورنيا ورئاسة زعيم الاغلبية هاري ريد من نيفادا لمجلس الشيوخ سيعطي الديموقراطيين سلطة مطلقة.
ويبدو أن الديموقراطيين الذين يستغلون رغبة الأميركيين في التغيير في طريقهم لتحقيق مكاسب ضخمة في مجلسي النواب والشيوخ.
هاجس زيادة الضرائب
وقال مكين: «خطة زيادة الضرائب التي يريدها اوباما ستؤدي إلى فقدان مزيد من الناس لوظائفهم» مضيفا: «شاهدنا هذا من قبل في دول أخرى. هذا لا ينجح.
الحل لتحقيق اقتصاد قوي ليس زيادة الضرائب».
وأضاف: «لكن هذا هو ما سيحدث بالضبط إذا سيطر الديموقراطيون بشكل كامل على واشنطن. لن نسمح بحدوث هذا. هل أنتم مستعدون لاوباما وبيلوسي وريد؟».
وعاد اوباما إلى حملته بنشاط بعد أن أخذ فترة راحة لزيارة جدته المريضة في هاواي.
ولم يكن هناك أمل في السابق من وجهة نظر اوباما في الفوز بولايات الغرب التي يحتاجها ماكين وهي نيفادا ونيو مكسيكو وكولورادو.
ومن المقرر أن يقيم تجمعات حاشدة في رينو ولاس فيغاس بولاية نيفادا والبوكيرك في نيومكسيكو ومدينتي دينفر وفورت كولينز في كولورادو.
أوباما: بوش وماكين سيان
ويعتزم اوباما القول بحسب نص موزع إن «السيناتور ماكين يلقي علينا بأي شيء لديه على أمل أن يلصق شيء بنا.
لقد وصفني حتى بأنني اشتراكي بسبب اقتراح بأن نركز على خفض الضرائب ليس على المؤسسات والاثرياء ولكن على الطبقة المتوسطة».
وفي إشارة إلى تصويت بوش لصالح ماكين في تصويت مبكر الجمعة قال: «هذه ليست مفاجأة لانه عندما يتعلق الامر بالسياسات التي تهم أسر الطبقة المتوسطة لا يوجد فرق يذكر بين بوش وماكين».
وبثت حملة اوباما إعلانا تلفزيونيا مدته دقيقتان يتساءل عما إذا كان الناس أفضل اقتصاديا عما كانوا عليه قبل 4 سنوات.
ويقول اوباما في الاعلان إنه «سيطلق خطة انقاذ للطبقة المتوسطة» بحيث يتم تخفيض الضرائب عن 95% من الأميركيين.
وقال الاعلان إن الضرائب ستخفض على الأميركيين الذين يقل دخلهم عن 200 ألف دولار.
ووصفت حملة ماكين الاعلان بأنه تغيير «مخادع» في خطة الضرائب الخاصة باوباما لانه يقول إن الضرائب ستزيد بالنسبة لمن يزيد دخلهم السنوي على 250 الف دولار سنويا.
وفاز بوش بولاية ايوا في عام 2004 لكن على ما يبدو أن الولاية منضمة بقوة إلى معسكر اوباما لدرجة أن صحيفة محلية في الولاية ذكرت أن عدة مخططين استراتيجيين جمهوريين يتساءلون عن السبب في اضاعة ماكين وقته هناك.
نزاعات الجمهوريين
ولم يمنع تراجع اوباما في الاستطلاع الاخير من اندلاع نزاعات داخل فريق حملة الجمهوريين حول دور سارة بالين التي تتهم مستشاري ماكين بتحميلها سلفا مسسؤولية احتمال الفشل في الرابع من نوفمبر، حسبما ذكر موقع «بوليتيكو» الالكتروني امس الاول.
ونقل الموقع عن 4 شخصيات جمهورية مقربة من المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس قولهم انها مستاءة جدا من ملاحظات مستشاري الحملة الجمهورية الذين يتهمهم انصارها بانهم وراء سلسلة هفوات ارتكبتها خلال اطلالاتها الاعلامية.
واوضح الموقع ان بالين عازمة واكثر من اي وقت مضى على عدم الاخذ بآراء هؤلاء المستشارين.
وقال مسؤول جمهوري لموقع بوليتيكو «لقد فقدت الثقة في معظم المستشارين» مضيفا انها بدأت «تتصرف بشكل فردي» في معظم التصريحات التي تدلي بها خلال الحملة.
ويتهم انصار حاكمة الاسكا ستيف شميث، مدير حملة ماكين، ومستشارته الرئيسية نيكول والاس بانهما بدآ يحملانها مسؤولية فشل ماكين في الانتخابات.
وقال عضو اخر في الحملة ان «هؤلاء الاشخاص سيحاكمونها وسيضعونها في قفص الاتهام بعد الحملة لاخفاء مسؤوليتهم الشخصية».