دمشق ــ هدى العبود
هل صحيح ما تردد ان سورية تواجه عزلة عربية واقليمية ودولية وخصوصا بعد خطاب الرئيس السوري بشار الاسد امام المؤتمر العام الرابع للصحافيين السوريين، وان سورية ارتمت في الحضن الايراني «الدافئ» في محاولة منها للخروج من العباءة العربية.
كما كتب جميل الذيابي في صحيفة «الحياة» اللندنية في 12 من الشهر الحالي؟ وهل صحيح ثالثا انه لم تعد هناك «بارقة امل» لسورية باستعادة الجولان المحتل عن طريق المفاوضات من النقطة التي انتهت اليها بعد كل ما قيل عن خوضها مع ايران حربا ضد اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية على الارض اللبنانية واعلانها الصريح والمتكرر وقوفها وراء حزب الله وامداده بالاسلحة الروسية الصنع المخصصة للجيش السوري وفق ما نشرته وسائل اعلام عربية؟ ان الاجابة على الاسئلة الثلاثة اعلاه تكمن في مجريات واقع الحال وفي سياسات الاطراف المعنية بالصراع العربي ـ الاسرائيلي من ناحية وفي تحركات واحاديث وتصريحات المسؤولين العرب والاوروبيين وحتي السوريين انفسهم.
فقد كانت زيارة ميغيل انخيل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا لسورية اثناء الحرب الاسرائيلية ـ الاميركية على لبنان واجراؤه محادثات وصفت بأنها مهمة جدا مع الرئيس السوري بشار الاسد ومع وزير خارجيته وليد المعلم ثم زيارة وزير خارجية قطر الشيخ جاسم بن حمد لدمشق ولقائه الرئيس الاسد والوزير المعلم ثم زيارة عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية وزيارة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر ثم زيارة عبدالله غول وزير خارجية تركيا وقبلها واثناءها وبعدها الاتصالات والمشاورات متعددة الاطراف التي تجريها القيادة السورية باستمرار مع اطراف عربية واقليمية ودولية مختلفة، ناهيك عن الزيارات العاجلة التي قام بها مسؤولون سوريون رفيعو المستوى الى بلدان مختلفة (زيارات وزير الاعلام السوري د.محسن بلال الى كل من البرتغال وايطاليا واسبانيا).
وكذلك زيارات المسؤولين الايرانيين المتكررة لدمشق (نائب الرئيس الايراني ووزير الخارجية ونائبه)، كلها تشير الى ان ما نقل يتحدث عن صورة مغايرة تماما للصورة التي تحاول الادارة الاميركية وفرنسا ومعهما الاعلام المناهض لسورية ترسيخها في اذهان السوريين قبل غيرهم والعرب.
<2>