لندن ـ عاصم علي
كل صباح منذ 40 عاما، يتسلق وجيه نسيبية سلما خشبيا لفتح أبواب كنيسة القيامة، أكثر الأماكن قدسية عند المسيحيين. وفي طقس توارثه رجال العائلة لقرون مضت، يطرق الباب 3 مرات قبل أن يسحب مفتاحا حديديا طويلا لفتح أبواب الكنيسة حيث تنص الكتب المسيحية على أن السيد المسيح صلب ودفن وقام فيها.
إلا أنه وفيما يتجمع آلاف الحجاج المسيحيون عند الكنيسة لإحياء عيد الفصح، قليل منهم يعرف أن العائلة المكلفة بإدارة هذا الطقس المهم هي في الحقيقة مسلمة، حيث كانت الطوائف المسيحية اختارت هذه العائلة المسلمة بسبب قدرة أبنائها على التوفيق بين المذاهب المختلفة في ظل الصراعات المحتدمة بينها حول هذه الكنيسة المهمة.
وقال نسيبية (62 عاما) لصحيفة «ذي تايمز»: «أنا ولي مفتاح كنيسة القيامة، أرى هؤلاء الناس وأشعر بأهمية مهمتي، وكيف أن عائلتي حملت هذا التقليد طوال هذه السنوات. وأشعر بالفخر». وهذا العام، سينقل نسيبية هذه المسؤولية الى ابنه عبيدة (30 عاما) الذي قال: والدي أوصاني بالتذكر بأن دوري تاريخي ومهم». وكان آل نسيبية تسلموا مفاتيح كنيسة القيامة عند فتح الخليفة عمر بن الخطاب عام 638م.