وها هي الزيارة التي يقوم بها اليوم وزير خارجية سورية الى هلسنكي بدعوة من نظيره الفنلندي الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي والذي يتوقع ان يجري المعلم خلالها محادثات سياسية مهمة تتناول الوضع في لبنان بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1071، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من جميع الاراضي اللبنانية والدور الذي يمكن ان تقوم به قوات اليونيفيل في تثبيت وقف اطلاق النار وفق ما قاله الوزير المعلم.
كما سيبحث الوزير المعلم مع نظيره الفنلندي سبل احلال سلام شامل وعادل في المنطقة، وهو ما تريده وتعلن عنه سورية باعتباره الطريق الوحيد لمعالجة مشاكل وقضايا المنطقة من جذورها، اضافة ـ وهذا مهم جدا ـ الى بحث العلاقات السورية ـ الاوروبية في ضوء اتفاقية الشراكة التي لم توقع بعد بين الجانبين رغم مرور سنوات على توقيعها بالاحرف الاولى.
ولعل في هذه الزيارة التي يقوم بها الوزير المعلم الى هلسنكي، وهي احدى العواصم الاوروبية المهمة، ليست فقط باعتبارها ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا، وانما لاعتبارات كثيرة اخرى لا تقف عند الرد على القول ان سورية تعيش عزلة دولية، بل ويمكن القول انها تأكيد على فشل سياسة ومحاولات عزل سورية، بل واكثر من ذلك ربما تشكل اعترافا اوروبيا ودوليا جديدا (او متجددا) بأهمية الدور الاقليمي الاساسي لسورية في تعزيز الامن والاستقرار والسلام في المنطقة.
اما بخصوص «ارتماء سورية في الحضن الايراني» ومحاولة الخروج من العباءة العربية، فإن واقع الحال ايضا وعبر كل مجريات الاحداث اثبت ان اي ارتماء لبلد عربي في غير الحضن العربي الدافئ رغم ما يعتوره من لسعات ساخنة خسارة كبيرة لهذا البلد ولشعبه وبالتأكيد لنظامه السياسي، ولنا في العزلة التي عاشتها مصر السادات في الثمانينيات من القرن الماضي مثال واضح، ناهيك عن امثلة اخرى (ليبيا والعراق).
<3>