Note: English translation is not 100% accurate
هل فقدت سورية بارقة الأمل باستعادة الجولان أم أنعشتها؟ 3
الأربعاء
2006/8/23
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1368
وهذا ما كانت تدركه سورية منذ زمن بعيد، وما تزال تقف عنده بشكل مبدئي وثابت وهي تعي ان الحاضنة العربية هي الاكثر ثباتا ودواما، ولذلك فإن الخطاب السوري الرسمي والشعبي كذلك يؤكد على الدور العربي والجماهيري وعلى التنسيق والتضامن العربيين، ناهيك عن وحدة الموقف، وسورية ترى ايضا ان وحدة المصير تحتم البقاء والحرص عليه في الحضن العربي الذي هو الضمانة الحقيقية لأي نظام سياسي يريد ان يستمر.
وفي المقابل ترى سورية ان الحرص على البقاء في الحضن العربي لا يتناقض او يتعارض مع علاقات عربية ـ ايرانية او سورية ـ ايرانية (على الاقل) حميمية قائمة على الاحترام وتبادل المصلحة، فايران كما قال الوزير المعلم لـ «الأنباء» بلد مسلم وله موقف واضح من القضايا العربية، ولا بد من الاستفادة من العلاقات العربية ـ الايرانية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها الامة العربية مجتمعة وخصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وحول ما يشاع من انه بعد الموقف السوري الاخير بمساندة حزب الله والتنسيق مع ايران، وبعد خطاب الرئيس الاسد امام مؤتمر الصحافيين، لم تعد لسورية بارقة امل باسترجاع الجولان المحتل، فإن ما يدور على الساحتين السياسية والاعلامية الاسرائيلية وربما لدى القيادات السياسية من نقاش حاد وجاد في الوقت نفسه حول اعادة النظر في السياسة الاسرائيلية تجاه التفاوض مع سورية، يثبت عكس ما ذهب اليه البعض رغم تصريحات ومواقف ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشددة تجاه سورية ورفضه المعلن مدعوما بالموقف المعلن ايضا للادارة الاميركية اجراء اي شكل من اشكال المفاوضات حول الجولان مع سورية.
لكن الامور تجري في اسرائيل في اتجاه مغاير ان لم نقل «معاكس» لما يعلنه اولمرت ومنافسه بنيامين نتنياهو او ما يعلنه وزير الحرب عمير بيريتس.
فاقدام وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني على تعيين واضع خطط خاص هو بيكي دايان وتكليفه اعداد وثيقة مكثفة وشاملة عن احتمال اطلاق او استئناف (وفي هاتين الكلمتين فوارق سياسية كبيرة) مفاوضات سياسية مع سورية ومباشرة هذا الرجل عمله فورا، ومنذ الاسبوع الاول وفق «هآرتس» ولقاؤه رئيس طاقم المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية ايتمار رابينوفيتش ابان فترة حكم اسحاق رابين واعلانه انه يعتزم لقاء رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية رئيس طاقم المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية ابان فترة حكم ايهود باراك وتأكيدات رابينوفيتش للاذاعة الاسرائيلية ان قنوات الاتصال السرية هي الكفيلة لتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات جدية تقود الى اتفاق سلام على غرار ما حدث في الاتصالات مع كل من مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كل هذا وغيره من الجدل المحتدم في الاوساط السياسية والعسكرية والصحافية الاسرائيلية ورغم اعلان ليفني ان ذلك قد يؤدي الي الاقدام على مفاوضات مع سورية، يؤكد ان المفاوضات قائمة، وهي ربما تكون احدى ثمار العملية العسكرية التي دفعت اميركا اسرائيل اليها، ما شكل صدمة للسياسيين والعسكريين الاسرائيليين جعلتهم يفيقون من الوهم الذي عاشوه اكثر من خمسين عاما على قاعدة التفوق العسكري الذي يحقق لهم الامان والاحتلال الذي يوفر لهم شروطا افضل للبقاء.
اقرأ أيضاً