واشنطن - احمد عبدالله
كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية الجنرال مايكل هايدن عن ان اجهزة الامن الاميركية احبطت هجوما ارهابيا كان يمكن ان يفوق ما حدث في 11 سبتمبر، ولم يفصح الجنرال هايدن عن اي تفصيلات تتعلق بذلك الهجوم الذي تم احباطه.
وقال هايدن في ندوة شارك فيها بمركز الاطلسي (اتلانتيك سنتر) في واشنطن اول من امس ان «اسامة بن لادن على قيد الحياة وهو منشغل الآن بالحفاظ عى حياته وباجراءات الامن التي تمكنه من البقاء بعيدا عن متناول الاجهزة الاميركية مما ادى الى ابعاده عن قيادة الجوانب العملية في انشطة منظمة القاعدة».
وسألت «الأنباء» الجنرال هايدن عن اوضاع القاعدة في العراق واحتمالات عودتها الى هناك اذا ما انسحبت القوات الاميركية بصورة متعجلة فاجاب قائلا «ان تقييم الوكالة يؤكد ان القاعدة على حافة انهيار استراتيجي في العراق.
لقد لحقت بالمنظمة خسائر فادحة خلال العامين الماضيين وقد تم تجريدها من كثير من مقومات حركتها وعملها في العراق.
وسيتواصل تعاوننا الامني مع الحكومة العراقية والقوى المناوئة للقاعدة الى زمن طويل مقبل لحرمان المنظمة من تأسيس اي مرتكزات لها هناك».
واضاف الجنرال «الا ان ذلك لا يعني اي ميل الى التقليل من مدى تصميم المنظمة والجهد الذي تبذله للتأقلم مع الواقع الجديد المتمثل في ضرباتنا المتواصلة وعملنا على تعقبها في كل مكان.
ونحن نرجح انها ستعيد توجيه قدراتها المتبقية في العراق وقد تنقل عددا من اعضائها من هناك الى دول اخرى في المنطقة.
انها حرب بيننا وبينهم ولا ينبغي ان يخطئ احد في تعريفها بغير ذلك».
وقال هايدن ان خروج اعضاء القاعدة واموالها واسلحتها من العراق يشكل محور اهتمام لدى الولايات المتحدة واصدقائها بقدر ما يشكله نشاط المنظمة داخل العراق.
وقال هايدن ان القاعدة التي تتمركز الآن في مناطق القبائل في باكستان تمثل خطرا واضحا وجادا لامن الاميركيين وان المنظمة هي من الوجهة العملية العدو الاول للولايات المتحدة بيد انه اضاف «وتقول معلوماتنا ان جميع العمليات التي تقوم بها المنظمة في انحاء متفرقة تتصل بخيوط مع مناطق القبائل في باكستان كما تقول هذه المعلومات ان المنظمة تمر بفترة ضعف نسبي بسبب تشديد الخناق على هيكلها القيادي بعد احداث 11 سبتمبر».
واضاف ان ذلك يفسر السبب الذي جعل من الهجمات الاميركية على مناطق القبائل اكثر حدة وعنفا واشار الى انه شارك في اجتماع الشهر الماضي مع مدير المخابرات الباكستانية الجنرال احمد شوجا باشا بحث وسائل تكثيف عمليات مطارد الارهابيين.
وقال عن ذلك «ان هناك الكثير من الامور المشتركة بيننا وبين الباكستانيين ربما اكثر مما يعتقد كثيرون».
وقال هايدن ردا على سؤال حول احتمالات التفاوض مع طالبان انه من المحتمل ان يكون هناك بعض القوى في طالبان يمكن التفاوض معها بافتراض تعهدها بطرد القاعدة من مناطقها واضاف «لقد مات عدد من قادة القاعدة خلال العام المنصرم اما لاسباب طبيعية او بسبب العمليات ضد المنظمة».
واوضح الجنرال ان جهود مواجهة الارهاب كانت دائما جهدا جماعيا دوليا وقال ان دول الخليج بذلت جهودا كبيرة لتعقب القاعدة ومنعها من ممارسة عملياتها الارهابية هناك واضاف «لقد نجحت الولايات المتحدة واصدقاؤها في نقل المعركة الى مواقع القاعدة بدلا من الانتظار حتى تقوم المنظمة بعمل ارهابي جديد يؤدي الى قتل آلاف المدنيين كما حدث في 11 سبتمبر».
واوضح مدير المخابرات المركزية ان القاعدة ترسل الآن اعدادا من اعضائها الى الصومال بهدف الحصول على موقع قدم في ذلك البلد ومن ثم تهديد استقرار ذلك البلد واشار الى زيادة عمليات المنظمة في دول شمال افريقيا واليمن ايضا.