بيروت ـ عمر حبنجر
يتبدل المشهد السياسي في لبنان بين حار وبارد، عاصف وهادئ، دون قيود او ضوابط، فقد سجل الاجتماع الطويل لمجلس الوزراء الذي تواصل الى منتصف ليل الخميس ـ الجمعة توافقا حكوميا على موضوع التعيينات والهاتف الخليوي.
جلسة وزارية جيدة
وعلــق السنيــورة، بعــد صلاة الجمعة بدردشة مع الصحافيين علــى الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وما تخللها من نقاشات وتباينات وحلول وسط حول قضايا ابرزها التعيينات، ومعالجة موضوع الهاتف الخليوي، بالقول انها، اي الجلسة كانت جيدة.
واضاف: لابد من بعض الحكمة والروية واطلاق اسلوب الاستماع الى الآخر وتفهم رأي الآخر، آملا تحقيق انجازات اخرى في وقت قريب.
وتابع يقول: نحن نحاول ان نطبق فعليا قاعدة من يتولون المهــام الاساسيــة فــي ادارات الدولــة مستنديــن الــى كفاءاتهــم، والكــل يعلــم انه في الاوقات الماضية كانت هذه الامور تتم من خلال التوافق.
مشيرا الى ان حكومته السابقة حاولت الاعتماد على امر أساسي هو استعادة ما يسمى ديموقراطية الجدارة.
واكد السنيورة ضرورة ادراك انه ان لم يعد من احترام للكفاءة في هذا البلد فلن يستطيع ان ينهض.
وعن قرارات مجلس الوزراء حول الهاتف الخليوي قال: ما نريده هو تحسين الشبكة والاداء، وخفض الكلفة بالتلازم مع زيادة الطاقة للشبكة.
وقال: نحن حريصون على ان ينال كل مواطن وكل موظف حقوقه، وان النجاح الذي حققته الحكومة جاء بفضل السياسة المالية الحكيمة والتعاون الوثيق بينها وبين السلطة النقدية والمؤسسات المصرفية بشكل عام.
واجهنا السونامي العالمي وسنواجه ارتداداته
الرئيس السنيورة كشف عن تخصيص يوم في الاسبوع المقبل، من اجل اطلاق دراسة الدخل الوطني للعامين 2006 و2007، اعتبر ان هذه السياسات مكنت لبنان من ان ينأى بنفسه عن الموجة الاولى لما يسمى بـ «السونامي المالي» الذي هز النظام المالي العالمي وشدد على ضرورة الموجة الثانية، وهي التداعيات الاقتصادية للموجة الاولى.
واضاف: علينا ان ندرك ان اسباب هذا، هو حصولنا على المساعدات.
وعن موضوع صلاحيات نائب رئيس الحكومة قال السنيورة يجب ان ينظر الى الأمر ككل، مشددا على ترسيم كامل الحدود مع سورية لان هذا هو الأمر الطبيعي.
جلسة مجلس الوزراء
ورغم التأكيد الذي اطلقه نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابوجمرا عن ان مسألة صلاحياته ستبحث في مجلس الوزراء الا ان هذا الأمر لم يحصل وتم الاكتفاء بدراسة جدول الاعمال واقراره.
وقال مصدر وزاري لـ «الأنباء» انه «عند طرح مسألة آلية التعيينات في وظائف الفئة الأولى، طرح موضوع عدم التئام اللجنة التي كلفت دراسة ورفع توصيات بشأن هذه الآلية والتي يترأسها أبوجمرا، فقال الأخير ان هذا الأمر مرتبط ببت صلاحياته، والا لن يترأس اي لجنة فهل مجلس الوزراء الى اتخاذ قرار بأن يترأس وزير الدفاع السياسي المر هذه اللجنة على ان ترفع توصياتها في حدود العشرة ايام من دون الخوض في موضوع الصلاحيات كما ان ابوجمرة استمر في الجلسة حتى نهايتها اي لم يعترض بالانحساب والمغادرة».
مساعي سليمان لجمع البطريرك مع فرنجية
وفي سياق مساعي التهدئة كان اللافت امس تحريك مساعي جمع البطريريك الماروني نصر الله صفير مع زعيم المردة الزغرتاويين سليمان فرنجية بوساطة من الرئيس ميشال سليمان في بكركي.
وتوقعت مصادر بكركي امس خطوة عملية في هذا السبيل خلال الايام القليلة المقبلة وربما قبل سفر الرئيس سليمان الى برليــن يــوم الثلاثــاء فــي زيارة رسمية ليومين، ويرجح المتابعون ان يتم اللقاء الثلاثي في بكركي يوم غد الاحد، ويذكر ان الرئيس سليمــان مرتبط بزيارة رسمية للاردن يومي 14و15 ديسمبر.
وتعليقا على الزيارات الخارجية المتلاحقة للرئيس سليمان قال دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار ان اكثر ما يهم في الزيارات الرسمية لرئيس الجمهورية هو اعادة الحضور اللبناني على الساحة الدولية وعبر المؤسسات الرسمية بعد غياب كاد ينسي العالم وجود الدولة اللبنانية.
من جهة اخرى يتوجه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مطلع الاسبوع المقبل الى العاصمة السورية دمشق، وهي الزيارة الأولى له منذ تنصيبه قائدا للجيش حيث سيلتقي القيادة العسكرية السورية.
وقال مصدر مطلع لـ «الأنباء» انه ومن المرجح حصول الزيارة يوم الاحد، وعلى ابعد تقدير الاثنين المقبل لكن اسبابا تتصل بالاجراءات الامنية تمنع الاعلان المسبق عن موعدها لاسيما انه لا مواكبة اعلامية مدنية لها انما مواكبة من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني.
واوضح المصدر ان «المباحثات التي سيجريها العماد قهوجي مع رئيس الاركان السوري وكبار ضباط القيادة العسكرية السورية، ستتركز على قضايا امنية لاسيما موضوعين اساسيين، الاول يتصل بالحدود بين البلدين ومنع التهريب، والتسلل من الجهتين والثاني يتعلق بالجهود لمكافحة الارهاب، وهي استمرار للتنسق القائم والمستمر بين الجيشين».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )